اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (20)

" يكاد " مضارع " كاد " ، وهي لمقاربة الفعل ، تعمل عمل " كان " إلا أن خبرها لا يكون مضارعا ، وشذ مجيئه اسما صريحا ؛ قال [ الطويل ]

فأُبتَ إلى فهمٍ وما كدت آيباً *** وكم مثلها فارقتها وهي تصفرُ{[31]}

والأكثر في خبرها تجرّده من " أن " ، عكس " عسى " ، وقد شذّ اقترانه بها ؛ قال رؤبة : [ الرجز ] .

قد كاد من طول البِلى أن يمحَصَا{[32]}

لأنها لمقاربة الفعل ، و " أن " تخلص للاستقبال ، فتنافيا .

واعلم أن خبرها - إذا كانت هي مثبتة - منفي في المعنى ، لأنها للمقاربة .

فإذا{[33]} قلت : " كاد زيد يفعل " كان معناه : قارب الفعل إلا أنه لم يفعل ، فإذا نُفيت ، انتفى خبرها بطريق الأولى ؛ لأنه إذا انتفت مقاربة الفعل انتفى هو من باب أولى ؛ ولهذا كان قوله تعالى : { لم يكد يراها } [ النور :40 ] أبلغ من أن لو قيل : لم يرها ، لأنه لم يقارب الرؤية ، فكيف له بها ؟

وزعم جماعة منهم ابن جنّي ، وأبو البقاء ، وابن عطية أن نفيها إثبات ، وإثباتها نفي ؛ حتى ألغز بعضهم فيها ؛ فقال : [ الطويل ]

أنحويّ هذا العصر ما هلي لفظة *** جرت في لساني جرهم وثمود

إذا نفيت -والله أعلم- أُثبتت *** وإن أُثبتت قامت مقام جحود{[34]}

وحكوا عن ذي الرمة أنه لما أنشد قوله : [ الطويل ]

إذا غير النّأي المحبّين لم يكد *** رسيسُ الهوى من حب مَيّة يبرحُ{[35]}

عيب عليه ؛ لأنه قال : " لم يكد يبرح " ، فيكون قد برح ، فغيره إلى قوله : " لم يزل " ، أو ما هو بمعناه .

والذي غر هؤلاء قوله تعالى : { فذبحوها وما كادوا يفعلون } [ البقرة : 71 ] قالوا : " فهي هنا منفية " ، وخبرها مثبت في المعنى ؛ لأن الذبح وقع لقوله : " فذبحوها " ، والجواب عن هذه الآية من وجهين :

أحدهما : أنه يحمل على اختلاف وقتين ، أي : ذبحوها في وقت ، وما كادوا يفعلون في وقت آخر .

والثاني : أنه عبر بنفي مقاربة الفعل عن شدة تعنّتهم ، وعسرهم في الفعل .

وأما ما حكوه عن ذي الرمة ، فقد غلّط الجمهور ذا الرمة في رجوعه عن قوله الأول ، وقالوا : " هو أبلغ وأحسن مما [ غيره إليه ]{[36]} " .

واعلم أن خبر " كاد " وأخواتها - غير " عسى " – لا يكون فاعله إلا ضميرا عائدا على اسمها ؛ لأنها للمقاربة أو للشروع ، بخلاف " عسى " ، فإنها للترجي ؛ تقول : " عسي زيد أن يقوم أبوه " ، ولا يجوز ذلك في غيرها ، فأما قوله : [ الطويل ]

وَقَفْتُ عَلَى رَبْعٍ لِميَّةَ نَاقَتِي *** فَمَا زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وَأُخَاطِبُهْ

وَأَسْقِيهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أَبُثُّهُ *** تُكَلِّمُني أَحْجَارُهُ وَمَلاَعِبُهْ{[37]}

فأتى بالفاعل ظاهراً ، فقد حمله بعضهم على الشُّذُوذ ، وينبغي أن يقال : إنما جاز ذلك ؛ لأن الأحجار والملاعب هي عبارة عن الرَّبْعِ ، فهي هو ، فكأنه قيل : حتَّى كادَ يكلِّمُني ؛ ولكنه عبّر [ عنه ]{[38]} بمجموع أجزائه .

وأما قول الآخَرِ : [ البسيط ]

وَقَدْ جَعَلْتُ إِذَا ما قُمْتُ يُثْقِلُني *** ثَوْبِي فَأَنْهَضُ نَهْضَ الشَّارِبِ السَّكِرِ

وكُنْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ مُعْتَدِلاً *** فَصِرْتُ أَمْشي عَلَى أُخْرَى مِنَ الشَّجَرِ{[39]}

فأتى [ بفاعل ]{[40]} [ خبر ]{[41]} جعل ظاهراً ، فقد أجيب عنه بوجهين :

أحدهما : أنه على حذْف مضاف ، تقديره : وقد جعل ثوبي إذا ما قمت يثقلني .

والثاني : أنه من باب{[42]} إقامة السَّبب مقام المُسَبَّبِ ، فإن نهوضه كذا متسبَّب عن إثقال ثوبه إيَّاه ، والمعنى : وقد جعلت أنهض نَهْضَ الشارب الثَّمل لإثقال ثوبي إيَّاي .

ووزن " كَادَ كَوِد " بكسر العين ، وهي من ذوات الواو ؛ ك " خَافَ " يَخَافُ ، وفيها لغةٌ أخرَى : فتح عينها ، فعلى هذه اللُّغة تضم فاؤها إذا أسندت إلى تاء المتكلّم وأخواتها ، فتقول : " كُدْتُ ، وكُدْنَا " ؛ مثل : قُلْتُ ، وقُلْنَا ، وقد تنقل كسر عينها إلى فائها مع الإسناد إلى ظاهر ، كقوله : [ الطويل ]

وَكِيدَ ضِبَاعُ القُفِّ يَأْكُلْنَ جُثَّتي *** وَكِيدَ خِرَاشٌ عِنْدَ ذَلِكَ يَيْتَمُ{[43]}

ولا يجوز زيادتها خلافاً [ للأخفش ]{[44]} ، وسيأتي إن شاء الله هذا كله في " كاد " الناقصة .

أمّا " كاد " التامة بمعنى " مَكَرَ " فوزنها فَعَل بفتح العَيْن من ذوات " الياء " ؛ بدليل قوله : { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ } [ الطارق : 15 ، 16 ] .

و " البرق " اسمها ، و " يخطف " خبرها ويقال : خَطِفَ يَخْطَفُ [ بكسر عين الماضي ، وفتح المضارع ، وخطَفَ يَخْطِفُ ]{[45]} عكس اللغة الأولى وفيه تراكيب كثيرة ، والمشهور منها الأولى .

الثانية : يخطِف بكسر الطاء ، قرأها مجاهد{[46]} .

الثالثة : عن الحسن بفتح " الياء والخاء والطاء " ، مع تشديد " الطاء " ، والأصل : " يَخْتَطِفُ " ، فأبدلت " تاء " الافتعال " طاء " للإدغام .

الرابعة : كذلك ، إلاّ أنه بكسر{[47]} الطاء على [ أنه ]{[48]} أصل التقاء السَّاكنين .

الخامسة : كذلك ، إلا أنه بكسر " الخاء " إتباعاً لكسرة الطاء .

السَّادسة : كذلك إلا أنه بكسر الياء أيضاً إتباعاً للخاء .

السابعة : " يختطف " على الأصْل .

الثامنة : يَخْطِّف بفتح الياء ، وسكون الخاء ، وتشديد الطاء [ وهي رديئة لتأديتها إلى التقاء ساكنين .

التاسعة : بضمّ الياء ، وفتح الخاء ، وتشديد الطاء ]{[49]} مكسورة ، والتضعيف فيه للتكثير لا للتعدية .

العاشرة : " يَتَخَطَّفُ " عن أُبَيّ من قوله : { وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } [ العنكبوت : 67 ] .

و " الخَطْف " : أخذ شيء بسرعة ، وهذه الجملة - أعني قوله : " يَكَادُ البرق يخطف " لا محلّ لها ، لأنه استئناف كأنه قيل : كيف يكون حالهم مع ذلك البرق ؟ فقيل : يكاد يخطف ، ويحتمل أن تكون في محلّ جر صفة ل " ذوي " المحذوفة : التقدير : كذوي صيِّب كائدٍ البرق يخطف .

قوله : { كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ } .

" كُلَّ " نصب على الظرف ؛ لأنها أضيفت إلى " ما " الظرفية ، والعامل فيها جوابها ، وهو " مشوا " .

وقيل : " ما " نكرة موصوفة ومعناها الوقت أيضاً ، والعائد محذوف تقديره : كل وقت أضاء لهم فيه ، ف " أضاء " على الأول لا مَحَلّ له ؛ لكونه صلةً ، ومحلّه الجر على الثاني .

و " أضاء " يجوز أن يكون لازماً .

وقال المُبَرِّدُ : " هو متعدّ ، ومفعوله محذوف أي : أضاء لهم البَرْقُ الطريق " ف " الهاء " في " فيه " تعود على البَرْقِ في قول الجمهور ، وعلى الطَّريق المحذوف في قول المُبَرّد .

و " فيه " متعلّق ب " مشوا " ، و " في " على بابها أي : إنه محيط بهم .

وقيل : بمعنى الباء ، ولا بد من حذفٍ على القولين : أي : مشوا في ضوئه : أي بضوئه ، ولا محل لجملة قوله : " مشوا " ؛ لأنها مستأنفة ، كأنه جواب لمن يقول : كيف يمضون{[50]} في حالتي ظهور البرق وخفائه ؟

والمقصود تمثيل شدة الأمر على المنافقين بشدته على أصحاب الصَّيِّب ، وما هم فيه من غاية التحيُّر والجهل بما يأتون ، وما يذرون .

واعلم أن " كلّ " من ألفاظ العموم{[51]} ، وهو اسم جمع لازم للإضافة ، وقد يحذف ما يُضَاف إليه ، وهل تنوينه حينئذ تنوين عوض ، أو تنوين صرفٍ ؟ قولان :

والمضاف إليه " كل " إن كان معرفة وحذف ، بقيت على تعريفها ، فلهذا انتصب{[52]} عنها الحال ، ولا يدخلها الألف واللام ، وإن وقع ذلك في عبارة بعضهم ، وربما انتصب حالاً ، وأصلها أن تستعمل توكيداً ك " أجمع " ، والأحسن استعمالها مبتدأ ، وليس كونها مفعولاً بها مقصوراً على السماع ، ولا مختصّاً بالشعر ، خلافاً لزاعم ذلك .

وإذا أضيفت إلى نكرة أو معرفة بلام الجنس حسن أن تلي العواملة اللفظية ، وإذا أضيفت إلى نكرة تعين اعتبار تلك النكرة فيما لها من ضمير وغيره ، تقول : " كل رجال أَتَوْكَ ، فأكرمهم " ، ولا يجوز أن تراعي لفظ " كل " فتقول : " كلُّ رجالٍ أتاكَ ، فأكْرِمه " ، و " كلُّ رجلٍ أتاكَ ، فأكْرِمه " ولا تقول " كلُّ رجلٍ أتَوْك ، فأكْرِمْهم " ؛ اعتباراً بالمعنى ، فأما قوله : [ الكامل ]

جَادَتْ عَلَيْه كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ *** فَتَرَكْنَ كُلَّ حَدِيقَةٍ كَالدِّرْهَمِ{[53]}

فراعى المعنى ، فهو شاذّ لا يقاس عليه .

وإذا أضيفت إلى معرفة فوجهان ، سواء كانت بالإضافة لفظاً ؛ نحو : { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } [ مريم : 95 ] فراعَى لفظ " كُل " .

أو معنى نحو : { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ } [ العنكبوت : 40 ] فراعى لفظها ، وقال : { وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ } [ النمل : 87 ] فراعى المعنى .

وقول بعضهم : " إن كلما " تفيد التكرار " ليس ذلك من وضعها ، وإنما استفيد من العموم التي دلّت عليه .

فإنك إذا قلت : " كلما جئتني أكرمتك " كان المعنى أكرمك{[54]} في كل فرد [ فرد ]{[55]} من جيئاتك إلَيّ .

وقرأ ابن أبي عبلة{[56]} " ضَاءَ " ثلاثياً ، وهي تدل على أن الرباعي لازم .

وقرئ{[57]} : " وَإِذَا أُظْلِمَ " مبنياً للمفعول ، وجعله{[58]} الزمخشري دالاًّ على أن " أظلم " متعدٍّ ، واستأنس أيضاً بقول حَبيبٍ : [ الطويل ]

هُمَا أَظْلَمَا حالَيَّ ثُمَّتَ أَجْلَيَا *** ظَلاَمَيْهِمَا عَنْ وَجْهِ أَمْرَدَ أَشْيَبِ{[59]}

ولا دليل في الآيَةِ ؛ لاحتمالِ أنَّ أصله ، " وإذَا أَظْلَمَ اللَّيْلُ عليهم " ، فلما بني للمفعول حذف الليل ، وقام " عَلَيْهِم " مقامه ، وأما بينت حبيب فمولّد .

وإنما صدرت الجملة الأولى ب " كلّما " والثانية ب " إذا " ، قال الزمخشري : " لأنهم حراصٌ على وجود ما هَمّهم به ، معقود من إمكان المشي وتأتِّيه ، فكلما صادفوا منه فرصة انتهزوها ، وليس كذلك التوقُّفُ والتَّحبُّسُ " {[60]} وهذا هو الظاهر ، إلاَّ أن من النحويين من زعم أن " إذا " تفيد التكرار أيضاً ؛ وأنشد : [ البسيط ]

إِذَا وَجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدِي *** أَقْبَلْتُ{[61]} نَحْوَ سِقَاءِ القَوْمِ أَبْتَرِدُ{[62]}

قال : " معناه معنى " كلما " " .

قوله : " قَامُوا " أي وقفوا أو ثبتوا{[63]} في مكانهم ، ومنه : " قامت السوق " .

قوله : { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } .

" لو " حرف لما كان سيقع{[64]} لوقوع غيره ، هذه عبارة سيبويه وهي أولى من عبارة غيره ، وهي حرف امتناع لامتناع لصحة العبارة الأولى في نحو قوله تعالى : { لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي }

[ الكهف : 109 ] .

وفي قوله عليه السلام : " نِعْمَ العَبْدُ صُهَيْب ، لو لم يَخفِ الله لم يَعْصِهِ " {[65]} وعدم صحّة الثانية في ذلك كما سيأتي محرراً ، ولفساد قولهم : " لو كان إنساناً لكان حيواناً " ؛ إذْ لا يلزمُ من امتناع الإنْسَانِ امتناعُ الحيوان ، ولا يجزم بها خلافاً لقَوْم ، فأما قوله : [ الرمل ]

لو يَشَأْ طَارَ بِهِ ذُو مَيْعَةٍ *** لاَحِقُ الآطَالِ نَهْدٌ ذُو خُصَلْ{[66]}

وقولُ الآخر : [ البسيط ]

تَامَتْ فُؤَادَكَ لَوْ يَحْزُنْكَ مَا صَنَعَتْ *** إِحْدىَ نِسَاءِ بَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَا{[67]}

فمن تسكين المتحرك ضرورةً . وأكثر ما تكون شرطاً في الماضي ، وقد تأتي بمعنى " إِنْ " ؛ كقوله تعالى : { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ } [ النساء : 9 ] وقوله : [ الطويل ]

وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ *** عَلَيّ وَدُوني جَنْدَلٌ وَصَفَائِحُ

[ لَسَلَّمْتُ تَسْلِيمَ البَشَاشَةِ أَوْ زَقَا *** إِلَيهَا صَدًى مِنْ جَانِبِ القَبْرِ صَائِحُ ]{[68]} {[69]}

ولا تكون مصدريةً على الصحيح ، وقد تُشَرَّب معنى التمني ، فتنصب المضارع بعد " الفاء " جواباً لها ؛ نحو : { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ } [ الشعراء : 102 ] وسيأتي تحريره إن شاء الله تعالى .

قال ابن الخطيب{[70]} : المشهور أن " لو " تفيد انتفاء الشيء لانتفاء غيره ، ومنهم من أنكر ذلك ، وزعم أنها لا تفيد إلا الرَّبط ، واحتج عليه بالآية والخبر :

أما الآية فقوله تعالى : { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ } [ الأنفال : 23 ] ، فلو أفادت كلمة " لو " انتفاء الشَّيء لانتفاء غيره لزم التَّنَاقض ؛ لأن قوله : { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ } يقتضي أنه ما علم فيهم خيراً وما أسمعهم ، وقوله : { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ } يفيد أنه ما أسمعهم ، ولا تولوا ؛ لكن عدم التولي خير ، فيلزم أن يكون قد علم فيهم خيراً ، وما علم فيهم خيراً . وأما الخبر فقوله عليه الصلاة والسلام : " نعم الرَّجُلُ صُهَيْبٌ{[71]} لو لم يَخَفِ اللهَ لم يَعْصِهِ " فعلى مقتضى قولهم : يلزم أنه خاف الله وعصاه ، وذلك مناقض ، فعلمنا أن كلمة " لو " إنما تفيد الربط .

و " شاء " أصله : " شيء " على " فعِل " بكسر العين ، وإنما قلبت " الياء " " ألفاً " للقاعدة الممهدة ومفعوله محذوف تقديره : ولو شاء الله إذهاباً ؛ وكثر{[72]} حذف مفعوله ومفعول " أراد " ، حتى لا يكاد ينطق به إلا في الشيء المستغرب ؛ كقوله تعالى : { لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً }

[ الزمر : 4 ] ؛ وأنشدوا : [ الطويل ]

وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَبْكِي دَماً لَبَكَيْتُهُ *** عَلَيْهِ وَلَكِنْ سَاحَةُ الصَّبْرِ أَوْسَعُ{[73]}

واللام في " لذهب " جواب " لو " .

واعلم أن جوابها يكثر دخول " اللام " عليه مثبتاً ، وقد تحذف ؛ قال تعالى : { لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً } [ الواقعة : 70 ] .

ويقلّ دخولها عليه منفياً ب " مَا " ، ويمتنع دخولها عليه منفيًّا بغير " مَا " ؛ نحو : " لو قمت لَمْ أَقُمْ " ؛ لتوالي لامين{[74]} فيثقل ، وقد يحذف ؛ كقوله : [ الكامل ]

لا يُلْفِكَ الرَّاجُوكَ إِلاَّ مُظْهِراً *** خُلُقَ الكِرَامِ وَلَوْ تكُونُ عَدِيمَا{[75]}

و " بسمعهم " متعلّق ب " ذهب " .

وقرئ{[76]} : " لأَذْهَبَ " فتكون " الياء " زائدة أو تكون فَعَل وأَفْعَل بمعنى ، ونحوه { تَنبُتُ بِالدُّهْنِ } [ المؤمنون : 20 ] والمراد من السمع : الأسماع ، أي : لذهب بأسماعهم وأبصارهم الظاهرة كما ذهب بأسماعهم وأبصارهم الباطنة .

وقيل : لذهب بما استفادوا من العِزِّ{[77]} والأمان الذي لهم بمنزلة السمع والبصر .

وقرأ ابن عامر وحمزة{[78]} " شاء " و " جاء " حيث كان بالإمالة .

قوله : { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

هذه جملة مؤكّدة لمعنى ما قبلها ، و " كُلّ شيء " متعلّق ب " قدير " وهو " فعيل " بمعنى " فاعل " ، مشتق من القُدْرة ، وهي القوة والاستطاعة ، وفعلها " قَدَرَ " بفتح العين ، وله ثلاثة عشر مصدراً : " قدْرَة " بتثليث القاف ، و " مَقْدرَة " بتثليث الدال ، و " قَدْراً " ، و " قَدَراً " ، و " قُدَراً " ، و " قَدَاراً " ، و " قُدْرَاناً " ، و " مَقْدِراً " و " مَقْدَراً " و " قدير " أبلغ من " قادر " ، قاله الزَّجاج .

وقيل : هما بمعنى واحد ؛ قاله الهَرَوِيّ{[79]} .

والشيء : ما صحّ أن يعلم من وَجْه ويخبر عنه ، وهو في الأصل مصدر " شاء يشاء " ، وهل يطلق على المعدوم والمستحيل ؟ خلاف مشهور .

فَصْلٌ في بيان المعدوم شيء ؟

استدلّ بعضهم بهذه الآية على أن المعدوم شيء ، قال : " لأنه - تعالى - أثبت القدرة على الشيء ، والموجود لا قدرة عليه ؛ لاستحالة إيجاد الموجود ، فالذي عليه القُدْرة معدوم وهو شيء ، فالمعدوم شيء " .

والجواب : لو صَحّ هذا الكلام لزم أنَّ ما لا يقدر عليه ألا يكون شيئاً ، فالموجود إذا لم يقدر الله عليه وجب ألا يكون شيئاً .

فصل في بيان وصف الله تعالى بالشيء

قال ابن الخطيب : احتج جَهْمٌ بهذه الآية على أنه - تعالى - ليس بشيء لأنه - تعالى - ليس بمقدور له ، فوجب إلاَّ يكون شيئاً ، واحتج أيضاً بقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ الشورى : 11 ] .

قال : " لو كان الله - تعالى - شيئاً ، لكان - تعالى - مثل نفسه ، فكان قوله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } كذب ، فوجب ألا يكون شيئاً ؛ حتى لا تتناقض هذه الآية " .

قال ابن الخطيب{[80]} : وهذا الخلاف في الاسم ؛ لأنه لا واسطة بين الموجود والمعدوم ، قال : واحتج أصحابنا بقوله تعالى : { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ } [ الأنعام : 19 ] .

وبقوله : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } [ القصص : 88 ] والمستثنى داخل في المستثنى منه ، فوجب أن يكون شيئاً .

فصل في أن مقدور العبد مقدور لله تعالى

قال ابن الخطيب{[81]} : احتج أصحابنا بهذه الآية على أن مقدور العبد مقدور لله تعالى ، خلافاً لأبي هَاشِم وأبي عَلِيّ .

وجه الاستدلال : أن مقدور العَبْدِ شيء ، وكلّ شيء مقدور لله - تعالى - بهذه الآية ، فيلزم أن يكون مقدور العبد مقدوراً لله تعالى .

فصل في جواز تخصيص العام

تخصيص العام جائز في الجملة{[82]} ، وأيضاً تخصيص العام بدليل العقل{[83]} ، فإن قيل : إذا كان اللَّفظ موضوعاً للكل ، ثم تبين أن الكل غير مراد كان كذباً ، وذلك يوجب الطَّعن في كلّ القرآن .

والجواب : أن لفظ " الكُلّ " كما أنه يستعمل في المجموع ، فقد يستعمل مجازاً في الأكثر ، وإذا كان ذلك مجازاً مشهوراً في اللَّغة لم يكن استعمال اللفظ فيه كذباً ، والله أعلم .


[31]:ينظر:الإملاء 1/ 122.
[32]:ينظر: الكشاف 1/335، والمحرر الوجيز 1/397، والبحر المحيط 2/ 389، الدر المصون 2/7. وأما رد الفارسي لكلام أبي إسحاق الزجاج وانتصاره للأخفش فلم أجده في "الحجة" في مظنته، بل إنه لم يحك مذهب كسر الميم.
[33]:ينظر معاني القرآن للزجاج 1/327. وفي ب الذي حكاه الأخفش من كسر الميم- خطأ لا يجوز، ولا تقوله العرب لثقله.
[34]:وهذا الطعن عندي ضعيف، لأن الكسرة حركة فيها بعض الثقل والياء أختها، فإذا اجتمعا، عظم الثقل، ثم يحصل الانتقال منه إلى النطق بالألف في قولك: "الله" وهو في غاية الخفة، فيصير اللسان منتقلا من أثقل الحركات إلى أخف الحركات، والانتقال من الضد إلى الضد دفعة واحدة صعب على اللسان، أما إذا جعلنا الميم مفتوحة، انتقل اللسان من فتحة الميم إلى الألف في قولنا: "الله" فكان النطق بها سهلا، فهذا وجه تقرير قول سيبويه والله أعلم. ينظر الرازي 7/134.
[35]:(10) في أ: وبقوله.
[36]:سقط في أ.
[37]:روي ذلك عن مقاتل، وذكره أبو حيان في البحر المحيط 2/389.
[38]:آية 61 من سورة آل عمران. والبهل: اللعن: وفي حديث ابن الصبغاء قال: الذي بهله بريق أي الذي لعنه ودعا عليه رجل اسمه بريق. وبهله الله بهلا: لعنه. وعليه بهلة الله وبهلته أي لعنته. وفي حديث أبي بكر: من ولي من أمور الناس شيئا فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله أي لعنة الله، وتضم باؤها وتفتح. وباهل القوم بعضهم بعضا وتباهلوا وابتهلوا: تلاعنوا. والمباهلة: الملاعنة. يقال: باهلت فلانا؟ أي لاعنته، ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا. وفي حديث ابن عباس: من شاء باهلته أن الحق معي. ينظر: اللسان (بهل).
[39]:(نجران) بفتح النون وسكون الجيم: بلد كبير على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن، يشتمل على ثلاثة وسعين قرية مسيرة يوم للراكب السريع، كذا في زيادات يونس بن بكير بإسناد له في المغازي، وذكر ابن إسحاق أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهم حينئذ عشرون رجلا، لكن أعاد ذكرهم في الوفود بالمدينة فكأنهم قدموا مرتين. قال ابن سعد: كان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليهم، فخرج إليه وفدهم في أربعة عشر رجلا من أشرافهم، وعند ابن إسحاق أيضا من حديث كرز بن علقمة: أنهم كانوا أربعة وعشرين رجلا، وسرد أسماءهم. وفي قصة أهل نجران من الفوائد أن إقرار الكافر بالنبوة لا يدخل في الإسلام، حتى يلتزم أحكام الإسلام، وفيها جواز مجادلة أهل الكتاب، وقد تجب إذا تعينت مصلحته، وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة، وقد دعا ابن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي، ووقع ذلك لجماعة من العلماء، ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة، فلم يقم بعدها غير شهرين، وفيها مصالحة أهل الذمة على ما يراه الإمام من أصناف المال، ويجري ذلك مجرى الجزية عليهم؛ فإن كلا منهما مال يؤخذ من الكفار على وجه الصغار في كل عام، وفيها بعث الإمام الرجل العالم الأمين إلى أهل الهدنة في مصلحة الإسلام، وفيها منقبة ظاهرة لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا إلى أهل نجران؛ ليأتيه بصدقتاهم وجزيتهم، وهذه القصة غير قصة أبي عبيدة؛ لأن أبا عبيدة توجه معهم، فقبض مال الصلح ورجع، وعلي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقبض منهم ما استحق عليهم من الجزية، ويأخذ ممن أسلم منهم ما وجب عليه من الصدقة والله أعلم. ينظر فتح الباري 8/428، 429.
[40]:والحبرة والحبرة: ضرب من برود اليمن منمر، والجمع حبر وحبرات. الليث: حبرة ضرب من البرود اليمانية. يقال برد حبير وبرد حبرة، مثل عنبة. على الوصف والإضافة وبرود حبرة. قال: وليس حبرة موضعا أو شيئا معلوما إنما هو وشيء كقولك ثوب قرمز. ينظر لسان العرب 2/749- 750. (حبر)، النهاية في غريب الحديث 1/328.
[41]:سقط في ب.
[42]:سقط في .
[43]:سقط في ب.
[44]:سقط في أ.
[45]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/151- 152) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/4) وزاد نسبته لابن إسحاق وابن المنذر عن محمد بن جعفر بن الزبير وذكره أبو حيان في "البحر المحيط (2/389) وانظر "التفسير الكبير" للفخر الرازي (7/154).
[46]:- البيت لابن خلكان القناني: ينظر إصلاح المنطق: ص 134، والمقاصد النحوية: 1/154، ولسان العرب: (سما)، وشرح المفصل: 1/42، وأوضح المسالك:1/34، والإنصاف: ص15، وأسرار العربية: ص9، والمغني: 1/154.
[47]:-البيت للأحوص ينظر: ديوانه: 193، القرطبي: 1/71، والدر المصون: 1/55..
[48]:-في أ: أنها ثبتت
[49]:- ينظر الفخر الرازي: 1/93.
[50]:-الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي، اليحمدي، أبو عبد الرحمن: ولد سنة 100هـ في البصرة، من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، وهو أستاذ سيبويه النحوي، عاش فقيرا صابرا. قال النضر بن شميل: ما رأى الراءون مثل الخليل، ولا رأى الخليل مثل نفسه، فكر في ابتكار طريقة في الحساب تسهله على العامة؛ فدخل المسجد وهو يعمل فكره؛ فصدمته سارية وهو غافل فكانت سبب موته سنة 170هـ بالبصرة. من كتبه: "العين" و "معاني الحروف" و"العروض" و"النغم". ينظر: وفيات الأعيان: 1/172، وإنباه الرواة1/341، ونزهة الجليس: 1/18، والأعلام: 2/314.
[51]:- في أ: فلو أنك.
[52]:- في أ: ولو.
[53]:- سقط في أ.
[54]:- علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاء، الكوفي، أبو الحسن الكسائي: إمام في اللغة والنحو والقراءة، من تصانيفه: "معاني القرآن"، و"المصادر"، و"الحروف"، و"القراءات"، و"النوادر"، و"المتشابه في القرآن" و"ما يلحن فيه العوام". توفي بـ"الري" في العراق سنة 189 هـ انظر: ابن خلكان: 1/330، وتاريخ بغداد: 11/403، والأعلام: 4/283.
[55]:-عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أبو حفص الحافظ: أمير المؤمنين، عن أنس، وعبد الله بن جعفر، وابن المسيب، وعنه أيوب، وحميد، والزهري، وخلق. قال ميمون بن مهران: ما كانت العلماء عند عمر إلا تلامذة، ولي في سنة تسع وتسعين، ومات سنة إحدى ومائة. قال هشام بن حسان: لما جاء نعي عمر قال الحسن البصري. مات خير الناس. فضائله كثيرة –رضي الله عنه-. ينظر ترجمته في تهذيب الكمال: 2/1016، وتهذيب التهذيب: 7/475 (790)، وتقريب التهذيب: 2/59، 60، وخلاصة تهذيب الكمال: 2/274، والكاشف: 2/317، وتاريخ البخاري الكبير: 6/274، والجرح والتعديل: 1/663، والثقات: 5/151، وطبقات الحفاظ: 46، والحلية: 5/254، وتراجم الأحبار: 2/536، والبداية: 9/192، وطبقات ابن سعد 5/330، 9/142.
[56]:-في ب: الجيم.
[57]:- علي بن مؤمن بن محمد، الحضرمي الإشبيلي، أبو الحسن، المعروف بـ "ابن عصفور" ولد سنة 597هـ بـ"إشبيلية" وهو حامل لواء العربية بـ"الأندلس" في عصره من كتبه: "المقرب" و"الممتع"، و"والمفتاح"، و"الهلاك"، و"السالف والعذار"، و"شرح المتنبي" وغيرها. وتوفي بـ "تونس" سنة 669هـ. ينظر: فوات الوفيات: 2/93، وشذرات الذهب: 5/330، والأعلام: 5/27.
[58]:- ينظر المشكل: 1/6.
[59]:- محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي، الزمخشري، جار الله أبو القاسم، ولد سنة 467هـ في زمخشر (من قرى خوارزم)، من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والآداب، سافر إلى مكة فجاور بها زمنا؛ فلقب بـ"جار الله". أشهر كتبه: "الكشاف"، و"أساس البلاغة"، و"المفصل"، ومن كتبه: "المقامات" و"مقدمة الأدب" و"نوافع الكلم"، و"ربيع الأبرار". توفي بـ"الجرجانية"، بـ"خوارزم" سنة 538هـ. ينظر: وفيات الأعيان:2/81، ولسان الميزان: 6/4، والجواهر المضيئة: 2/160، وآداب اللغة: 3/46، والأعلام: 7/178.
[60]:- ينظر الكشاف: 1/3.
[61]:- الفراء بن مسعود بن محمد، القراء، أو ابن الفراء، أبو محمد، ويلقب بـ "محيي السنة"، البغوي، فقيه، محدث، مفسر، نسبته إلى "بغاء" من قرى "خراسان" بين "هراة ومرو". له: "التهذيب" في فقه الشافعية، و"شرح السنة" في الحديث، و"لباب التأويل في معالم التنزيل" في التفسير، و"مصابيح السنة " و"الجمع بين الصحيحين" وغير ذلك. ولد سنة 436هـ. توفي بـ "مرو الروذ" سنة 510هـ. ينظر الأعلام: 2/259، وفيات الأعيان: 1/145.
[62]:- إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج: عالم بالنحو واللغة. كان في فتوته يخرط الزجاج، ومال إلى النحو فعلمه المبرّد، كان مؤدبا لابن الوزير المعتضد العباسي، كانت لـ "الزجاج" مناقشات مع "ثعلب" وغيره، من كتبه: "معاني القرآن"، و"الاشتقاق"، و"خلق الإنسان"، وغيرها من الكتب. ولد في بغداد" سنة 241 هـ وتوفي سنة 311هـ. انظر: معجم الأدباء: 1/47، وإنباه الرواة: 1/159، وآداب اللغة: 2/181 والأعلام: 1/40.
[63]:- ينظر معاني القرآن: 1/1.
[64]:- في أ: نقول.
[65]:- في ب: والسؤالات.
[66]:- في أ: بترجيح.
[67]:- في أ: وذلك.
[68]:- في أ: بالعبد.
[69]:- أخرجه الترمذي في "السنن": (5/490) كتاب الدعوات (49) باب (76)، حديث رقم (3493) والنسائي في "السنن: (1/102)، وابن ماجه في "السنن": (2/1262-1263) كتاب الدعاء، باب (ما تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم) حديث رقم (3841) – والدارقطني في السنن (1/143)، ومالك في "الموطأ" (214)-وابن خزيمة في صحيحه، حديث رقم (654)، والحاكم في "المستدرك" (1/288).
[70]:- ينظر الفخر الرازي: 1/85.
[71]:- في ب: يقال.
[72]:- في أ: وهذا.
[73]:- سقط في أ.
[74]:- في ب: وتنزيه.
[75]:- معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بمعجمة آخره، ابن عدي بن كعب بن عمرو بن آدي بن سعد بن علي بن أسد بن سارذة بن تريد بمثناة، ابن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمان المدني، أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة، وشهد بدرا والمشاهد، له مائة وسبعة وخمسون حديثا، وعنه ابن عباس وابن عمر، ومن التابعين: عمرو بن ميمون، وأبو مسلم الخولاني، ومسروق وخلق، وكان ممن جمع القرآن. قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (يأتي معاذ يوم القيامة أمام العلماء)، وقال ابن مسعود: كنا نشبهه بإبراهيم –عليه السلام-، وكان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. توفي في طاعون "عمواس" سنة ثماني عشر، وقبره بـ "بيسان" في شرقية. قال ابن المسيب: عن ثلاث وثلاثين سنة، وبها رفع عيسى –عليه السلام-. ينظر ترجمته في تهذيب الكمال: 3/1338، وتهذيب التهذيب، 10/186 (347)، وتقريب التهذيب: 2/255، وخلاصة تهذيب الكمال: 3/35، وتاريخ البخاري الكبير: 7/359، وتاريخ البخاري الصغير: 1/ 41، 47، 52، 53، 54، 58، 66.
[76]:- أخرجه أبو داود في السنن: (2/663) كتاب "الأدب"، باب (ما يقال عند الغضب) حديث رقم (4780)، والبخاري في التاريخ الكبير: (8/35)، (4/151)، (8/19)، والبخاري في الأدب المفرد: 434، 1319، والطبراني في الكبير: (7/116)، والحاكم في المستدرك: (2/441)، وذكره المنذري في الترغيب: (3/450-451).
[77]:- معقل بن يسار المزني، أبو علي بايع تحت الشجرة، له أربعة وثلاثون حديثا، اتفقا على حديث وانفرد البخاري بآخر ومسلم بحديثين، وعنه عمران بن حصين. مات في خلافة معاوية. ينظر الخلاصة: 3/45.
[78]:- أخرجه الترمذي في السنن: (5/167) كتاب "فضائل القرآن" (46)، باب (22)، حديث رقم (2922) –وأحمد في المسند (5/26)، والدارمي في السنن: (2/458) باب في "فضل حم الدخان والحواميم والمسبحات"، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والحديث ذكره المنذري في الترغيب: (1/447)، والتبريزي في مشكاة المصابيح، حديث رقم (2157)، والهيثمي في الزوائد: (10/117) والقرطبي في التفسير: (18/1)- والهندي في كنز العمال حديث رقم (3577، 3597).
[79]:- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الهاشمي، أبو العباس المكي، ثم المدني، ثم الطائفي، ابن عم النبي –صلى الله عليه وسلم- وصاحبه، وحبر الأمة وفقيهها، وترجمان القرآن، روى ألفا وستمائة وستين حديثا، اتفقا على خمسة وسبعين، وعنه أبو الشعثاء، وأبو العالية، وسعيد بن جبير، وابن المسيب، وعطاء بن يسار، وأمم. قال موسى بن عبيدة: كان عمر يستشير ابن عباس، ويقول غواص، وقال سعد: ما رأيت أحضر فهما، ولا ألب لبّا، ولا أكثر علما، ولا أوسع علما من ابن عباس، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، وقال عكرمة: كان ابن عباس إذا مر في الطريق، قالت النساء: أمرّ المسك أو ابن عباس؟. وقال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس، قلت: أجمل الناس، وإذا نطق، قلت: أفصح الناس، وإذا حدث، قلت: أعلم الناس، مناقبه جمة. قال أبو نعيم: مات سنة ثمان وستين. قال ابن بكير-بالطائف- وصلى عليه محمد ابن الحنفية. ينظر ترجمته في تهذيب الكمال: 2/ 698، وتهذيب التهذيب: 5/276 (474)، وتقريب التهذيب: 1/425 (404) وخلاصة تهذيب الكمال: 2/ 69، 172، والكاشف: 2/ 100، وتاريخ البخاري الكبير: 3/3، 5/3، 7/2.
[80]:- أخرجه أبو يعلى في مسنده: (7/147) رقم (4114)، والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد": (10/142) وقال: وفيه ليث بن أبي سليم، ويزيد الرقاشي وقد وثقا على ضعفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح، وذكره الحافظ أيضا في "المطالب العالية": (3/260) رقم (3434)، وعزاه لأبي يعلى.
[81]:- خولة بنت حكيم بن أمية السليمة، أم شريك زوجة عثمان بن مظعون، لها خمسة عشر حديثا، انفرد لها (مسلم) بحديث، وعنها عروة، وأرسل عنها عمر بن عبد العزيز. ينظر الخلاصة: 3/380، وتقريب التهذيب: 2/596، والثقات: 3/115، وأسد الغابة: 7/93، وأعلام النساء: 1/328، 326.
[82]:-أخرجه مسلم في الصحيح: (4/2080) كتاب "الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار" (48) باب "في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره" (16) حديث رقم (54/2708)، والترمذي في السنن حديث رقم (3437)، وأحمد في المسند (6/377)- وعبد الرزاق في مصنفه: حديث رقم (9260) وابن خزيمة في صحيحه: حديث رقم 2567- والبيهقي في السنن (5/253) وذكره ابن حجر في "فتح الباري": (10/196). والقرطبي في التفسير: 1/89/ 15/89-90. والتبريزي في مشكاة المصابيح: حديث رقم (2422). والزبيدي في الإتحاف: 4/330، 6/407. والسيوطي في الدر المنثور: 3/41.
[83]:- عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي، أبو إبراهيم المدني، نزيل الطائف، عن أبيه عن جده وطاوس، وعن الربيع بنت معوذ وطائفة، وعنه عمرو بن دينار، وقتادة، والزهري، وأيوب، وخلف. قال القطان: إذا روى عن الثقات فهو ثقة يحتج به، وفي رواية عن ابن معين: إذا حدث عن غير أبيه فهو ثقة، وقال أبو داود: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ليس بحجة. وقال أبو إسحاق: هو كأيوب عن نافع عن ابن عمر، ووثقه النسائي. وقال الحافظ أبو بكر بن زياد: صح سماع عمرو عن أبيه، وصح سماع شعيب عن جده عبد الله بن عمرو. وقال البخاري: سمع شعيب من جده عبد الله بن عمرو. قال خليفة: مات سنة ثماني عشرة ومائة. ينظر ترجمته في تهذيب الكمال: 2/1036، وتهذيب التهذيب: 8/48 (80)، وتقريب التهذيب: 2/72، وخلاصة تهذيب الكمال:2/287، والكاشف: 2/331، وتاريخ البخاري الكبير: 6/342، والجرح والتعديل: 6/1323، وميزان الاعتدال: 3/263، ولسان الميزان: 7/325، وترغيب: 4/586، والمجروحين: 4/71، وتراجم الأحبار: 2/566، والمعين: 517، والبداية والنهاية: 9/321.