جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ وَٱلۡقَنَٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ} (14)

{ زُيِّن{[625]} للناس حب الشهوات } أي : المشتهيات سماها شهوات مبالغة . { من النساء والبنين والقناطير } القناطر{[626]} المال الكثير . { المُقنطرة } ذكرت للتأكيد كبدرة مبدرة أو القنطار ألفا أوقية أو ألف دينار أو ألف ومائتا دينار ، وقيل غيرها . { من الذهب والفضة والخيل } : عطف على النساء . { المسوّمة } : الراعية{[627]} ، والمطهمة{[628]} الحسان أو الغرة والتحجيل وقيل غيرهما . { والأنعام } الإبل ، والبقر ، والغنم . { والحرث ذلك{[629]} } إشارة إلى ما ذكر . { متاع الحياة الدنيا } : وهي فانية . { والله عنده حُسن المآب } أي : المرجع والثواب وفيه تزهيد من الدنيا .


[625]:لما ذكر أنه لا يغني أولادهم ولا أموالهم من الله شيئا فصل الأموال والأولاد وغيرهما مما هو شاغل عن ذكر الله فقال: (زين للناس)/12.
[626]:رواه الحاكم في مستدركه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [المستدرك (2/178) وأقره الذهبي] والثاني قول أنس وابن عباس والحسن البصري وغيرهم والثالث قول الضحاك من العرب من يقول القنطار ألف ومائتا دينار وعن أبي سعيد الخدري ملء مسك الثور ذهبا/12 منه.
[627]:كذا فسره ابن عباس وأكثر السلف، والثاني قول مكحول/12 منه.
[628]:أي: تام الخلق سمينة/12.
[629]:فإفراده وتذكيره مع أنه للإشارة إلى جميع ما ذكر نظرا إلى المذكور، وقد جوزوا في الضمير الإفراد والتذكير، والتأنيث بالنظر إلى الخبر/12 منه.