اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ وَٱلۡقَنَٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ} (14)

والعامة على بناء " زُيِّنَ " للمفعول ، والفاعل المحذوف هو الله تعالى ؛ لما ركب في طباع البشر من حب هذه الأشياء ، وقيل : هو الشيطان ، فالأوّل قول أهلِ السنة ؛ قالوا : لو كان المزين هو الشيطان فمن ذا الذي زَيَّن الكفرَ والبدعةَ للشيطان ؟ فإن كان ذلك شيطاناً آخرَ لزم التسلسل ، وإن وقع ذلك من نفس ذلك الشيطان في الإنسان فليكن في الإنسان كذلك ، وإن كان من الله وهو الحق - فليكن في حَقِّ الإنسان أيضاً كذلك ، ويؤيده قوله تعالى :

{ هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا } [ القصص : 63 ] يعني إن اعتقد أحد أنَّا أغويناهم ، فمَن الذي أغوانا ؟ وهذا ظاهر جداً ، وقال تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا } [ الكهف : 7 ] ونُقِل عن المعتزلة ثلاثةُ أقوالٍ :

أحدها : أن الشيطان زَيَّن لهم ، حكي عن الحسن أنه [ كان ] {[5192]}- يحلف بالله على ذلك - ويقول : من زينها ؟ إنما زيَّنها الشيطانُ ؛ لأنه لا أحد أبغض لها من خالقها .

احتج لهم القاضي بوجوه :

الأول : أنه تعالى أطلق حبَّ الشهواتِ ، فيدخل فيه حُبُّ الشهواتِ المحرمةِ ، ومُزَينُ الشهواتِ المحرمة هو الشيطانُ .

الثاني : أنه - تعالى - ذكر القناطيرَ المقنطرةَ من الذهبِ والفضةِ ، وحُبُّ هذا المالِ الكثيرِ لا يليق إلا بمَنْ جعل الدنيا قِبْلَةَ طلبه ، ومُنتَهَى مقصودِه ؛ لأن أهْلَ الآخرةِ يكتفون بالبُلْغَةِ .

الثالث : قوله تعالى : { ذلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } ، فذكره في مَعْرض ذَمِّ الدنيا ، والذامُّ للشيء لا يزينُهُ .

الرابع : قوله : { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذلِكُمْ } [ آل عمران : 15 ] والمقصود من هذا الكلامِ صرفُ العبدِ عن الدنيا وتقبيحُها له ، وذلك لا يليق بمن يزيِّنُ الدنيا في عينه .

القول الثاني : أن المزين هو الله تعالى ، واحتجوا عليه بوجوه :

أحدها : أنه تعالى كما رغَّب في منافِع الآخرةِ فقد خلق مَلاَذَّ الدنيا ، وأباحها لعبيده ؛ فإنه إذا خلق الشهوةَ والمُشْتَهَى ، وخلق للمشتهى عِلْماً بما في تناوُل المشتَهَى من اللذةِ ، ثم أباح له ذلك التناولَ ؛ يقال : إنه زيَّنَها له .

وثانيها : أن الانتفاع بهذه الشهواتِ وسائلُ إلى منافع الآخرةِ ، والله تعالى نَدَب إليها ، فكان تزييناً لها ، أمَّا كونها وسائلَ إلى ثوابِ الآخرةِ أنه يتصدق بها ، ويتقوَّى بها على الطاعة وأيضاً إذا علم أن تلك المنافع إنما تيسرت بتخليق الله حمله ذلك على الاتشغال بالشكر .

قال صاحب بن عبَّادٍ : " شُرْبُ الْماءِ الْبَارِدِ في الصَّيْفِ يَسْتَخْرِجُ الْحَمْدَ مِنْ أقْصَى الْقَلْبِ " وأيضاً فإن القادرَ على التمتُّع باللذات إذا تركها واشتغل بالعبادة ، وتحمل ما في ذلك من المشقة كان أكثرَ ثواباً .

وثالثها : قوله تعالى : { خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً } [ البقرة : 29 ] ، وقوله : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ }

[ الأعراف : 32 ] ، وقوله : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا } [ الكهف : 7 ] وقال : { خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } [ الأعراف : 31 ] ، وقال : { وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ } [ البقرة : 22 ] ، وقال : { كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً } [ البقرة : 168 ] ، وكل ذلك يدل على أن التزيين من الله تعالى .

القول الثالث - وهو اختيار الجبائي والقاضي - : وهو التفصيل ، فإن كان حراماً فالتزيين فيه من الشيطان ، وإن كان واجباً ، أو مندوباً ، فالتزيين فيه من الله تعالى ذكره القاضي في تفسيره وبقي قسمٌ ثالث ، وهو المباح الذي ليس في فعله ثواب ، ولا في تركه عقابٌ ، وكان من حق القاضي أن يذكره فلم يذكره . ويُبَيِّنَ التزيين فيه ، هل هو من الله تعالى أو من الشيطان ؟

وقرأ مجاهد{[5193]} : " زَيَّنَ " مبنيًّا للفاعل ، و " حُبَّ " مفعول به نصاً ، والفاعل إما ضمير الله تعالى ؛ المتقدم ذكره في قوله : { وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ } [ آل عمران : 13 ] ، وإما ضمير الشيطان ، أضمر - وإنْ لم يجر له ذكر - لأنه أصل ذلك ، فذكرُ هذه الأشياءِ مُؤذِنٌ بذِكْرِه ، وأضافَ المصدر لمفعوله في { حُبُّ الشَّهَوَاتِ } .

والشهوات جمع شَهْوَة - بسكون العين - فحُرِّكت في الجمع ، ولا يجوز التسكين إلا في ضرورة ، كقوله : [ الطويل ]

وَحُمِّلتُ زَفْرَاتِ الضُّحَى فَأطَقْتُهَا *** وَمَا لِي بِوَفْرَاتِ العَشِيِّ يَدَانِ{[5194]}

بتسكين الفاء . والشهوةُ مصدر يُراد به اسم المفعول ، أي : المشتهيات ، فهو من باب : رَجُل عَدل حيث جعلت نفس المصدر مبالغةً . والشهوة : مَيْل النفس ، وتُجْمَع على شهوات - كالآية الكريمة - وعلى شُهًى - كغُرَفٍ - .

قالت امرأة من بني نصر بن معاوية : [ الطويل ]

فَلَوْلاَ الشُّهَى - وَاللهِ - كُنْتُ جَدِيرَةٌ *** بِأنْ أتركَ اللَّذَاتِ في كُلِّ مشْهَدِ{[5195]}

قال النحويون : لا تُجْمَع فَعْلَة - المعتلة اللام يعنون بفتح الفاء وسكون العين على فُعَل إلا ثلاثة ألفاظٍ : قرية وقُرًى ، ونَزْوَة ونُزًى ، وكَوَّة - عند من فتح الكاف - وكُوًى .

واستدرك أبو حيّان : " واستدركت - أنا - شُهًى ، وأنشد البيت .

وقال الراغب{[5196]} : " . . . . وقد يُسَمَّى المشتهى ، شهوةً ، وقد يقال للقوَّة التي بها يُشْتَهَى الشيء : شهوة ، وقوله تعالى : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ } يحتمل الشهوتين .

قال الزمخشريُّ : وفي تسميتها بهذا الاسم فائدتان :

إحداهما : أنه جعل الأعيانَ التي ذكرها شهواتٍ ؛ مبالغةً في كونها مشتهاةٌ ، محروصاً على الاستمتاع بها .

الثانية : أن الشهوة صفة مسترذلة عند الحكماء ، مذموم من اتبعها ، شاهد على نفسه بالبهيمية ، فكأن المقصود من ذكر هذا اللفظ التنفير منها .

فصل

وَجهُ النظم : أنا روينا أن أبا حارثة بن علقمة النصراني قال لأخيه : إنه يعرف صدق محمد فيما جاء به ، إلا أنه لا يُقرُّ بذلك ؛ خوفاً من أن يأخذ ملكُ الروم منه المالَ والجاهَ ، وأيضاً روينا أن النبي - عليه السلام - لما دعا اليهود إلى الإسلام - بعد غزوة بدر - أظهروا من أنفسهم القوةَ والشدةَ ، والاستظهارَ والسلاحَ ، فبين - تعالى - في هذه الآية أن هذه الأشياء وغيرها - من متاع الدنيا - زائلة ، باطلة ، وأن الآخرة خير وأبقى .

فصل

قال المتكلمون : دلت هذه الآية على أن الحبَّ غيرُ الشهوةِ ؛ لأنه أضافهُ إليها ، والمضاف غيرُ المضافِ إليه ، والشهوة فعل الله تعالى ، والمحبة فعل العبد .

قالت الحكماءُ : الإنسان قد يحب شيئاً ، ولكنه يحب ألا يحبه ، كالمسلم قد يميل طبعه إلى بعض المحرمات ، لكنه يحب ألا يحبه ، وأما من أحب شيئاً ، وأحب أن يحبه ، فذلك هو كمال المحبة ، فإن كان ذلك في جانب الخير ، فهو كمال السعادة ، كقول سليمان : { إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ } [ ص : 32 ] ، ومعناه : أحب الخير ، وأحب أن أكون محباً للخير ، وإن كان ذلك في جانب الشرِّ فهو كما قال في هذه الآية ؛ فإن قوله : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَات } يدل على ثلاثةِ أمور مترتبة :

أولها : أنه يشتهي أنواع المشتهيات .

ثانيها : أنه يحب شهوته لها .

ثالثها : أنه يعتقد أن تلك المحبة حسنة .

ولما اجتمعت هذه الدرجاتُ الثلاثُ في هذه القضية بلغت الغايةَ القصوى في الشدة ، فلا تنحلّ إلا بتوفيق عظيمٍ من الله تعالى ، ثم إنه أضاف ذلك إلى الناس ، ولفظ " النَّاس " عام ، دخله حرف التعريف فيفيد الاستغراق ، فظاهر اللفظ يقتضي أن هذا المعنى حاصل لجميع الناس ، والعقل - أيضاً - يدل عليه ؛ لأن كل ما كان لذيذاً ونافعاً فهو محبوب ، ومطلوب لذاته ، والمنافع قسمان : جسماني ، وروحاني ، فالجسماني حاصل لكل أحد في أول الأمر ، والروحاني لا يحصل إلا في الإنسان الواحد على سبيل الندرة ، ثم إن انجذاب نفسه إلى اللذات الجسمانية كالملكة المستقرة وانجذابها إلى اللذات الروحانية كالحالة الطارئة التي تزول بأدنى سبب ، فلا جرم كان الغالب على الخلق هو الميل الشديد إلى اللذات الجسمانية ، فلهذا السبب عم الله هذا الحكمَ في الكل .

قوله تعالى : { مِنَ النِّسَاءِ } في محل نَصْب على الحال من الشهوات ، والتقدير : حال كون الشهوات من كذا وكذا ، فهي مفسرة لها في المعنى .

ويجوز أن تكون " مِنْ " لبيان الجنس ، لقول الزمخشريِّ : " ثم يفسره بهذه الأجناس " .

كقوله : { فَاجْتَنِبُواْ الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ } [ الحج : 30 ] ، والمعنى : فاجتنبوا الأوثان التي هي رِجْسٌ .

وقدم النساءَ على الكل ، قال القرطبيُّ : لكثرة تشوُّق النفوس إليهن ؛ لأنهن حبائلُ الشيطان ، وفتنة الرجالِ ، قال صلى الله عليه وسلم : " مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ عَلَى الرِّجالِ مِنَ النِّسَاءِ " أخرجه البخاري ومسلم لأن الالتذاذ{[5197]} منهن أكثرُ ، والاستئناسَ بهن أتَمُّ ، ولذلك قال تعالى :

{ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } ، [ الروم : 21 ] ، ثم ثَنَّى بالولد الذَّكَر ؛ لأن حُبَّ الولد الذكر أكثر من حب الولد الأنثى ، واعلم أن الله تعالى - في إيجاد حُبِّ الزوجة والولد في قلب الإنسان - حكمةً بالغةً ؛ إذْ لولا هذا الحُبُّ لَمَا حصل التوالُدُ والتناسُل ، وهذه المحبة غريزة في جميع الحيوان ، والبنين : جمع ابن ، قال نوح : { رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي } [ هود : 45 ] ويُصَغَّر " ابن " على بُنَيّ ، قال لقمان : { يبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ } [ لقمان : 13 ] ، وقال نوح : { يبُنَيَّ ارْكَبَ مَّعَنَا } [ هود : 42 ] .

قوله تعالى : { وَالْقَنَاطِيرِ } هي جمع قِنْطار ، وفي نونه قولان :

أحدهما : أنها أصلية ، وأن وَزْنَه فِعْلاَل ، كحِمْلاق ، وقِرْطاس .

والثاني : أنها زائدة ، وأن وزنه فِنْعال كفِنْعاس ، وهو الجمل الشديد ، واشتقاقه من قطر يقطر - إذا سال ؛ لأن الذهب والفضة يُشَبَّهَان بالماء في سرعة الانقلابِ ، وكثرة التقلُّب .

وقال الزَّجَّاج : هو مأخوذ من قَنْطَرتُ الشيء - إذا عقدته وأحكمته - ومنه القنطرة ؛ لإحْكام عقدها .

حكى أبو عبيدة عن العرب أنهم يقولون : القنطار وزن لا يُحَدُّ .

قال ابن الخطيب : " وهذا هو الصحيح " .

وقال الربيع بن أنس : القنطار : المال الكثير بعضه على بعض{[5198]} .

وقال القرطبي : " والعرب تقول قنطر الرجل إذا بلغ ماله أن يوزن بالقنطار " .

وقال معاذ بن جبل - ورواه أبَيّ بنُ كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " القنطارُ ألفٌ ومئتا أوقية " {[5199]} .

وقال ابن عباس والضحاك : ألف ومائتا مثقالٍ{[5200]} ، وعنهما - في رواية أخرى - اثنا عشر ألفَ درْهمٍ أو ألف دينار دية أحدكم ، وبه قال الحسن{[5201]} .

وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " القِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ ألْفَ أوْقيةٍ " {[5202]} .

وروى أنس - أيضاً - عنه أن القنطار ألف دينار {[5203]} .

وروى سعيد بن المسيب وقتادة : ثمانون ألفاً . {[5204]}

وقال مجاهدٌ : سبعون ألفاً . {[5205]}

وقال السُّدِّيُّ : أربعة آلاف مثقالٍ{[5206]} .

وقال الكلبيُّ أبو نضرة : القنطار - بلسان الروم - ملء مسك الثور من ذهب ، أو فضة{[5207]} .

وقال الحكم : القنطار ما بين السماء والأرض من مال .

وقال سعيد بن جبير وعكرمة : مائة ألفٍ ، ومائة مَنّ ، ومائة رَطل ، ومائة مثقال ، ومائة درهم ، وقد جاء الإسلام - يوم جاء - وبمكة مائة رجل قد قَنْطروا .

قوله : " الْمُقَنطَرَة " مُنَفْعَلَة من القنطار وهو للتأكيد ، كقولهم : ألف مؤلَّفة ، وبدرة مبدرة ، وإبل مُؤبَّلة ، ودراهم مُدَرْهمة .

وقال الكلبي : القناطير الثلاثة ، والمقنطرة المضاعفة ، فكان المجموع ستة .

وقال الضحاك : معنى " الْمُقَنْطَرَة " : المحَصَّنة المُحْكمة . {[5208]}

وقال قتادة : هي الكثير بعضها فوق بعض . {[5209]}

وقال السُّدِّي : المضروبة ، المنقوشة حتى صارت دراهم ودنانير . {[5210]}

وقال الفراء : المضعّفة ، والقناطير الثلاثة ، فالمقنطرة تسعة وجاء في الحديث أن القنطار ألف ومائتا أوقية ، والأوقية خير مما بين السماء والأرض .

وقال أبو عبيدة : القناطير أحدها قنطار ، ولا نجد العرب تعرف وزنه ولا واحد للقنطار من لفظه .

وقال ثعلب : المعوَّل عليه عند العرب أنه أربعة آلاف دينار ، فإذا قالوا : قَنَاطير مقنطرةٌ ، فهي اثنا عشر ديناراً وقيل : إن القنطار ملء جلد ثور ذهباً .

وقيل : ثمانون ألفاً وقيل : هو جملة كثيرة مجهولة من المال نقله ابن الأثير .

قوله : { مِنَ الذَّهَبِ } كقوله : { مِنَ النِّسَاءِ } ، [ والذَّهَب ] مؤنث ، ولذلك يُصَغَّر على ذهيبة ، ويُجْمَع على أذهاب وذُهوب ، واشتقاقه من الذهاب ، ويقال : رجل ذَهِب بكسر الهاء - رأى معدن الذهب فدُهِش و[ " الفضة " تجمع على فضض ، واشتقاقها من انفض إذا تفرق ]{[5211]} .

قال القرطبيُّ : والذهب مكيالٌ لأهل اليَمَن ، قال : واشتقاق الذهب والفضة ، يشعر بزوالهما وعدم ثبوتهما كما هو مشاهد في الوجود ، ومن أحسن ما قيل في ذلك قول بعضهم : [ البسيط ]

النَّارُ آخِرُ دِينَارٍ نَطَقْتَ بِهِ *** وَالهَمُّ آخِرُ هَذَا الدِّرْهَمِ الجَارِي

وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا إذْ كَانَ ذَا وَرَعٍ *** مُعَذَّبُ القَلْبِ بَيْنَ الهَمِّ وَالنَّارِ{[5212]}

والذهب والفضة : إنما كانا محبوبَيْن لأنهما جُعِلا ثَمَن جميع الأشياء ، فمالكها كالمالك لجميع الأشياء .

قوله : " وَالْخَيْلِ " عطف على النساء ، قال أبو البقاء : [ معطوف على النساء ] {[5213]} ، لا على الذهب والفضة ، لأنها لا تسمى قنطاراً وتوهم مثل هذا بعيد جداً ، والخيل فيه قولان :

أحدهما : قال الواحديُّ : " إنه جمع لا واحد له من لفظه ، كالقَوْم ، والنساء والرهط " .

الثاني : أن واحده خائل ، فهو نظير راكب وركب ، وتاجر وتجر ، وطائر وطير .

وفي هذا خلاف بين سيبويه والأخفش ، فسيبويه يجعله اسم جمع ، والأخفش يجعله جمع تكسير .

وفي اشتقاقها وجهان :

أحدهما : من الاختيال - وهو العجب{[5214]} - سُمِّيت بذلك ؛ لاختيالها في مِشيتها

بطول أذنابها قال امرؤ القيس : [ المتقارب ]

لَهَا ذَنَبٌ مِثْلُ ذَيْلِ الْعَرُوسِ *** تَسُدُّ بِهِ فَرْجَهَا مِنْ دُبُرْ{[5215]}

الثاني : من التخيل ، قيل : لأنها تتخيل في صورة من هو أعظم منها .

وقيل : أصل الاختيال من التخيل ، وهو التشبيه بالشيء ؛ لأن المختال يتخيل في صورة من هو أعظم منه كِبْراً . والأخيل : الشَّقِرَّاق ؛ لأنه يتغير لونهُ ، فمرة أحمر ، ومرة أصفر وعليه قوله : [ مجزوء الكامل ]

كَأبِي بَرَاقِشَ كُلُّ لَوْ *** نٍ لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ{[5216]}

وجوز بعضهم : أن يكون مخفَّفاً من " خَيَّل " - بتشديد الياء - نحو مَيْت - في ميِّت - وهيْن في هَيِّن ، وفيه نظر ؛ لأن كل ما سُمِع فيه التخفيف سُمِع فيه التثقيل ، وهذا لم يُسْمع إلا مخفَّفاً ؛ وهذا تقدم .

وقال الراغب{[5217]} : " الخيل - في الأصل - اسم للأفراس والفرسان جميعاً ، قال تعالى : { وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ } [ الأنفال : 60 ] في الأصل للأفراس ، ويستعمل في كل واحد منهما منفرداً ، نحو ما رُوِي " يَا خَيْلَ اللهِ ارْكَبي{[5218]} " ، فهذا للفرسان ، وقوله - عليه السلام - : " عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ{[5219]} " ، يعني الأفراس ، وفيه نظر ؛ لأن أهل اللغة نَصُّوا على أن قوله - عليه السلام - " يَا خَيْلَ اللهِ ارْكَبي " إما مجاز إضمار أو مجاز علاقة ، ولو كان للفرسان حقيقة لما ساغ قولهم .

قوله : " الْمُسَوَّمَة " أصل التسويم : التعليم ، ومعنى مسومة : مُعَلَّمة .

قال أبو مسلم : مأخوذ من السيما - بالمد والقصر - ومعناه واحد ، وهو الهيئة الحسنة ، قال تعالى : { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ } [ الفتح : 29 ] واختلفوا في تلك العلامة .

فقال أبو مسلم : هي الأوضاح والغُرَر التي تكون في الخيل وهي أن تكون غُرًّا محجلة .

وقال الأصم : البلق .

وقال قتادة : الشِّية{[5220]} . وقال المؤرج : الكَيّ ، والأول أحسن ؛ لأن الإشارة في الآية إلى أشرف أحوالها وقال : بل هي من سوم الماشية ، أي : مرعية ، يقال : أسَمْتُ ماشيتي ، فسامت ، قال تعالى : { فِيهِ تُسِيمُونَ } [ النحل : 10 ] ، وسومتها فاستامت ، أي : مرعية ، فيتعدى - تارة - بالهمزة ، وتارة بالتضعيف .

وقيل : بل هو من السيمياء - وهي الحسن - فمعنى مُسَومة : أي : ذات حُسن{[5221]} ، قاله عكرمة ، واختاره النحاس ؛ قال لأنه من الوَسْم ، ورد عليه بعضهم : باختلاف المادتين ، وأجاب بعضهم بأنه من باب المقلوب ، فيصح ما قاله وتقدم تحقيق ذلك في " يسومونكم " وقوله " بسيماهم " .

فصل

قال القرطبيُّ : جاء في الخبر عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل خلق الفرس من الريح ، ولذلك جعلها تطير بلا جناح . {[5222]}

قال وهب بن منبه : خلقها من ريح الجنوب . وفي الخبر : أن الله تعالى عرض على آدم جميع الدواب ، فقال له : اختر منها واحدة ، فاختار الفرس ، فقيل له : اخترتَ عِزَّك ، فصار اسمه الخيل من هذا الوجه ، وسُمِّي خَيْلاً ؛ لأن من ركبها اختال على أعداء الله ، وسُمِّي فرساً ؛ لأنه يفترس مسافات الجو افتراس السبع ، ويقطعها كالالتهام بيديه على الشيء خَطْفاً وتَنَاولاً ، وسمي عَربيًّا ؛ لأنه جيء به من بعد آدم لإسماعيل ؛ جزاء على رفع قواعد البيت ، وإسماعيل عربي ، فصارت له نحلةً من الله ، وسمي عربياً ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يَدْخُلُ الشَّيْطَان دَاراً فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ " {[5223]} ، وإنما سمي عتيقاً ؛ لأنه تخلص من الهجانة ، وقال - عليه السلام - : " خَيْرُ الْخَيْلِ الأدْهَمُ ، الأقرعُ ، الأرْثم ثم الأقرح المحجل طَلْقُ اليَمينِ " {[5224]} .

قوله : { وَالأَنْعَامِ } جمع نَعَمٍ ، والنعم مختصة بالإبل ، والبقر ، والغنم .

وقال الهروي : النعم يذكر ويؤنث ، فإذا جُمِع أطلق على الإبل والبقر والغنم ، وظاهر هذا أنه - قبل جمعه على أنعام - لا يطلق على الثلاثة ، بل يختص بواحد منها ، وقد صرَّح الفراء بهذا ، فقال النعم : الإبل فقط قال بعضهم لكونها تشبه النعام في جزاء الصبر . وقال ابن كيسان : إذا قلت : نعم لم يكن إلا للإبل وإذا قلت : أنعام وقعت على الإبل وكل ما يرعى ؛ قال حسان : [ الوافر ]

وَكَانَتْ لاَ يَزَالُ بِهَا أنِيْسٌ *** خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ{[5225]}

وهو مذكر ولا يؤنث ، تقول : هذا نعم وارد ، وهو جمعٌ ، لا واحد له من لفظه .

وقال ابن قتيبة : " الأنعام : الإبل والبقر والغنم ، واحده : نَعَمٌ وهو جمع لا واحد له من لفظه " ، سميت بذلك ؛ لنعومة مشيها ولينها ، وعلى الجملة فالاشتقاق في أسماء الأجناس قليل جدًّا .

قوله : " وَالْحَرْثِ " ، الحرث تقدم تفسيره وهو - هنا - مصدر واقع موقع المفعول به ، فلذلك وُحِّد ، ولم يُجْمع كما جُمِعت أخواته ، ويجوز إدغام الثاء في الذال ، وإن كان بعض الناس ضعفه : بأنه يلزم الجمع بين ساكنين ، والأول ليس حرف لين ، قال : بخلاف " يَلْهَثْ ذلك " حيث أدغم الثاء في الذال ؛ لانتفاء التقاء الساكنين ، إذ الهاء قبل الثاء متحركة .

فصل

الحرث هنا اسم لكل ما يحرث . تقول : حرث الرجل حرثاً إذا أثار الأرض بمعنى الفلاحة ، ويقال : حرث وفي الحديث : " احرثوا هذا القرآن أي : فتشوه " قال ابن الأعرابي الحرث : التفتيش ، وفي الحديث أصدق الأسماء الحارث ، لأن الحارث هو الكاسب ، واحترس المال كسبه ، والمحراث مسعر النار والحراث مجرى الوتر في القوس ، والجمع : أحْرِثَة ، وأحرث الرجل ناقته أهزلها . وقد تضمنت هذه الآية الكريمة أنواعاً من الفصاحة والبلاغة ، منها : الإتيان بها مجملة ، ومنها جعله لها نفس الشهوات ؛ مبالغة في التنفير عنها ، ومنها : البداءة بالأهم ، فالأهم ، فذكر - أولاً - النساء لأنهن أكثر امتزاجاً ، ومخالطة بالإنسان ، وهن حبائل الشيطان ، قال - عليه السلام - : " مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتنَةً أضَرَّ عَلَى الرَّجَالِ مِنَ النسَاءِ " ، وقال : " مَا رَأيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أسْلَبَ لِلُبِّ الرَّجُل الْحَلِيمِ مِنكُنَّ ، ويُرْوَى : الحازم منكن .

وقيل : فيهن فتنتان ، وفي البنين فتنة واحدة ؛ لأنهن يقطعن الأرحام والصلات بين الأهل - غالباً - ، وهن سبب في جَمْع المال من حلال وحرام - غالباً - ، والأولاد يُجْمَع لأجلهم المال ، فلذلك ثنى بالبنين ، وفي الحديث : " الْوَلدُ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ{[5226]} " ، ولأنهم فروع منهن ، وثمراتٌ نشأت عنهن ، وفي كلامهم : " المرء مفتون بولده " ، وقُدِّمت على الأموال ؛ لأنها أحَبُّ إلى المرء من ماله .

وأما تقديمُ المال على الولد - في بعض المواضع - فإنما ذلك في سياق امتنان ، وإنعام أو نُصْرة ، ومعاونة ؛ لأن الرجالَ تُستمال بالأموال - ثم ذكر تمامَ اللذةِ ، وهو المركوب البهيمي من بينِ سائر الحيوانات ، ثم أتى بما يَحصل به جمال حين تريحون وحين تسرحون ، كما تشهد به الآية الأخرى ثم ذكر ما به قوامهم ، وحياة بنيتهم ، وهو الزروع والثمار .

ومنها الإتيان بلفظ يشعر بشدة حب هذه الأشياء ، بقوله : " زين " والزينة محبوبة في الطباع .

ومنها : بناء الفعل للمفعول ؛ لأن الغرضَ الإعلام بحصول ذلك .

ومنها : إضافة الحبِّ للشهوات ، والشهوات هي الميل والنزوع إلى الشيء .

ومنها التجنيس : القناطير المقنطرة .

ومنها : الجمع بين ما يشبه المطابقة في قوله : { الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ } ؛ لأنهما صارا متقابلَيْن في غالبِ العُرْف .

ومنها : وصف " الْقَنَاطِيرِ " ب " الْمُقَنْطَرَةِ " الدالة على تكثيرها مع كَثْرتها في ذاتها .

ومنها : ذكر هذا الجنس بمادة " الْخَيْلِ " لما في اللفظ من الدلالة على تحسينه ، ولم يقل : الأفراس ، وكذا قوله " الأنْعَامِ " ، ولم يَقُل : الإبل والبقر والغنم ؛ لأنه أخصر .

فصل

قال القرطبيُّ : قال العلماء : ذكر الله - تعالى - أربعة أصناف من المال ، كل نوع منها يتموَّل به صِنْفٌ من الناس ، أمَّا الذهب والفضة فيتموَّل به التُّجَّارُ ، وأما الخيل المسومة فيتموّل بها الملوكُ ، وأما الأنعامُ فيتموَّل بها أهلُ البوادِي ، وأما الْحَرْثُ فيتموَّل به أهل البساتين ، فتكون فتنة كل صنفٍ في النوع الذي يتموَّل به ، وأما النساء والبنون ففتنة للجميع .

قوله : { ذلِكَ مَتَاعُ } الإشارة بذلك للمذكور المتقدم ، فلذلك وَحَّدَ اسم الإشارة والمشارُ إليه متعدد ، كقوله :

{ عَوَانٌ بَيْنَ ذلِكَ } [ البقرة : 68 ] . وقد تقدم .

فصل

قال القاضي : وهذا يدل على أن هذا التزيين مضافٌ إلى الله تعالى ؛ لأن متاعَ الدنيا إنما خُلِقَ ليُسْتَمْتَعَ بها ، والاستمتاعُ بمتاع الدنيا على وجوه :

منها : أن ينفرد به من خَصَّه الله تعالى بهذه النعم ، فيكون مذموماً .

ومنها : أن يتركَ الانتفاع به - مع الحاجة إليه - فيكون مذموماً .

ومنها : أن ينتفع به في وجه مباحٍ ، من غير أن يتوصل بذلك إلى مصالحِ الآخرةِ ، وذلك لا ممدوح ولا مذموم .

ومنها : أن ينتفع به على وَجْهٍ يتوصل به إلى مصالحِ الآخرةِ ، وذلك هو الممدوحُ .

قوله : { وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } ، أي : الْمَرْجع ، فالمآب : مَفْعَل ، من آب ، يئوب ، إياباً ، وأوْبَةً وأيبةً ، ومآباً ، أي : رجع ، والأصل : مَأوَب ، فنُقِلَتْ حركةُ الواوِ إلى الهمزةِ الساكنة قبلَها ، فقلبت الواوُ ألفاً ، وهو - هنا - اسم مصدر ، أي : حسن الرجوع ، وقد يقع اسم مكانٍ ، أو زمان ، تقول : آب يَئُوبُ أواباً وإياباً كقوله تعالى : { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } [ الغاشية : 25 ] وقوله : { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِّلطَّاغِينَ مَآباً } [ النبأ : 21-22 ] . فإن قيل : المآب قسمان : الجنة ، وهي في غاية الحُسْن ، والنار ، وهي خالية عن الحُسْن فكيف وصف المآب المطلق بالحسن ؟

فالجواب : أنَّ المقصود - بالذات - هو الجنة ، وأما النار فمقصودة بالعرض ، والمقصود من الآية التزهيد في الدنيا ، والترغيب في الآخرة ؛ لأن قوله : { ذلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي : ما يتَمتع به فيها ، ثم يذهب ولا يَبقَى ، قال - عليه السلام - : " إنما الدُّنْيا مَتَاعٌ ، وَلَيْسَ مِنْ مَتَاع الدُّنْيَا شَيءٌ أفْضَلُ مِنَ المَرْأةِ الصَّالِحَةِ{[5227]} " وقال - عليه السلام - : " ازهد فِي الدُّنيا يحِبَّك اللهُ " أي : في متاعِها من الجاهِ والمالِ الزائدِ على الضَّرورِيِّ والله تعالى - أعلم .


[5192]:في ب: قال.
[5193]:وبها قرأ الضحاك ينظر الوجيز 1/408، والبحر المحيط 2/413، والدر المصون 2/31، والقرطبي 4/20.
[5194]:البيت لعروة بن حزام ينظر خزانة الأدب 3/380، والدرر 1/86، ولأعرابي من بني عذرة في شرح التصريح 2/298، والمقاصد النحوية 4/519، وأوضح المسالك 4/304، وشرح الأشموني 3/668، وشرح ابن عقيل ص 634، وهمع الهوامع 1/24، والدر المصون 2/31.
[5195]:ينظر الأشباه والنظائر5/28 وتذكرة النحاة ص 62 وتاج العروس (شهى) والبحر المحيط 2/409 والدر المصون 2/32.
[5196]:ينظر: المفردات 277.
[5197]:أخرجه البخاري (7/14) كتاب النكاح باب ما يتقى من شؤم.. الخ (5096) ومسلم (4/2097) كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء (97- 2740) والترمذي (2780) وأحمد (5/200) والبيهقي (7/91) والطبراني (1/133) وعبد الرزاق (20608) وأبو نعيم في "الحلية" (3/35) وابن عساكر (2/395- تهذيب) والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 329).
[5198]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/249) عن الربيع وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/19).
[5199]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/245) عن أبي بن كعب مرفوعا وأورده ابن كثير في "تفسيره" (2/110) وقال: وهذا حديث منكر والأقرب أن يكون موقوفا على أبي بن كعب كغيره من الصحابة.
[5200]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/246) عن الضحاك وابن عباس. وأخرجه البيهقي (7/233) عن ابن عباس أيضا.
[5201]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/247) عن ابن عباس والضحاك والحسن.
[5202]:أخرجه أحمد (2/363) وابن ماجه (3660) كتاب الأدب باب: بر الوالدين والدارمي (2/476) والبيهقي (7/233) وابن حبان (663- موارد) عن أبي هريرة مرفوعا. وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
[5203]:أخرجه الحاكم (2/378) كتاب النكاح وصححه عن أنس بن مالك.
[5204]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 247) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/18) وعزاه لعبد بن حميد عن سعيد بن المسيب.
[5205]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/248) عن مجاهد وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (2/18) لعبد بن حميد.
[5206]:أخرجه الطبري (6/248) عن السدي.
[5207]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/248) عن أبي نضرة. عن أبي سعيد الخدري: أخرجه عبد بن حميد وابن أبي الحاتم والبيهقي عن أبي سعيد كما في "الدر المنثور" (2/18) بلفظ: القنطار ملء مسك الثور ذهبا.
[5208]:أخرجه الطبري (6/250).
[5209]:انظر المصدر السابق.
[5210]:انظر المصدر السابق.
[5211]:سقط في أ.
[5212]:ينظر القرطبي 4/22.
[5213]:سقط في أ.
[5214]:في ب: التعجب.
[5215]:ينظر ديوانه ص 55، وينظر الاقتضاب 3/111، والعمدة 2/56، واللسان "لون"، والدر المصون 2/32.
[5216]:البيت للأسدي ينظر الاقتضاب 3/161، واللسان (برقش) والصحاح (برقش) 3/994 ومجمع الأمثال 1/5404 والمفردات في غريب القرآن (خيل) ص 164 وأساس البلاغة ص 180والدر المصون 2/37.
[5217]:ينظر: المفردات 164.
[5218]:أخرجه الطبري (6/133) وابن سعد (2/1/58) والبيهقي في "دلائل النبوة" (4/187).
[5219]:تقدم تخريجه.
[5220]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/254) عن قتادة.
[5221]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/253) عن عكرمة.
[5222]:ذكره القرطبي في "تفسيره" الجامع لأحكام القرآن (4/32).
[5223]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (4/22).
[5224]:أخرجه الترمذي (1697) وابن ماجه (2789) والحاكم (2/92) وأحمد (5/300) والبيهقي (6/330) والطيالسي (1/242) رقم (1788) وابن حبان (1633- موارد). وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح وقد احتج الشيخان بجميع رواته ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
[5225]:ينظر: القرطبي 4/23.
[5226]:أخرجه أحمد (4/172) والبيهقي (10/202) والحاكم (3/164) وابن أبي شيبة (12/97) والرامهرمزي في "الأمثال" كما في "كنز العمال" (37665) عن يعلى بن مرة العامري. وله شاهد من حديث أبي سعيد أخرجه أبو يعلى (2/305) رقم (1032) والبزار (1892) وذكره الهيثمي في "المجمع" (8/155) وقال: وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وله شاهد آخر عن الأسود بن خلف، أخرجه البزار (1891- كشف). وقال الهيثمي (8/155) ورجاله ثقات. قال المناوي في "فيض القدير" (6/378) مجبنة مبخلة محزنة أي يجبن أباه عن الجهاد خشية ضيعته وعن الإنفاق في الطاعة خوف فقره فكأنه أشار إلى التحذير من النكول عن الجهاد والنفقة بسبب الأولاد بل يكتفي بحسن خلافة الله فيقدم ولا يحجم فمن طلب الولد للهوى عصى مولاه ودخل في قوله تعالى {إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم} فالكامل لا يطلب الولد إلا الله فيربيه على طاعته ويمتثل فيه أمر ربه "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين" وسئل حكيم عن ولده فقال ما أصنع بمن إن عاش كدني وإن مات هدني.
[5227]:أخرجه مسلم (2/1090) كتاب الرضاع باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة (64- 1467) وأبو نعيم في الحلية (3/310) عن عبد الله بن عمرو بن العاص والبغوي في شرح السنة (5/9).