[ بسم الله الرحمن الرحيم وبه الثقة وما توفيقي إلا بالله ]{[1]}
[ وهي مكية ]{[2]}
قال العَوْفيّ وعِكْرمة وعَطاء ، عن ابن عباس : أنزلت سورة الأنعام بمكة .
وقال الطبراني : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا حجّاج بن مِنْهال ، حدثنا{[3]} حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مِهْران ، عن ابن عباس ، قال : نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة ، حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح{[4]}
وقال سفيان الثوري ، عن لَيْث ، عن شَهْر بن حَوْشَب ، عن أسماء بنت يزيد قالت : نزلت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم جملة [ واحدة ]{[5]} وأنا آخذة بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ، إن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة{[6]}
وقال شريك ، عن ليث ، عن شهر ، عن أسماء قالت : نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مسير في زجل من الملائكة وقد نظموا{[7]} ما بين السماء والأرض{[8]}
وقال السُّدِّي{[9]} عن مُرَة ، عن عبد الله قال : نزلت سورة الأنعام يشيعها سبعون ألفًا من الملائكة .
وروي نحوه من وجه آخر ، عن ابن مسعود .
وقال الحاكم في مستدركه : حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل قالا حدثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي ، أخبرنا جعفر بن عَوْن ، حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي ، حدثنا محمد بن المُنْكَدِر ، عن جابر قال : لما نزلت سورة الأنعام سَبّح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : " لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق " . ثم قال : صحيح على شرط مسلم{[10]}
وقال أبو بكر بن مَرْدُوَيه : حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا إبراهيم بن دُرُسْتُويه الفارسي ، حدثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد بن سالم ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثني عمر بن طلحة الرقاشي ، عن نافع بن مالك أبي سهيل ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة ، سَد ما بين الخَافِقَين لهم زَجَل بالتسبيح والأرض بهم تَرْتَجّ " ، ورسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]{[11]} يقول : " سبحان الله العظيم ، سبحان الله العظيم " {[12]}
ثم روى ابن مَرْدُوَيه عن الطبراني ، عن إبراهيم بن نائلة ، عن إسماعيل بن عمرو ، عن يوسف بن عطية ، عن ابن عَوْن ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله : " نزلت عَلَيّ سورة الأنعام جملة واحدة ، وشَيَّعَها سبعون ألفا من الملائكة ، لهم زَجَلٌ بالتسبيح والتحميد " {[13]}
يقول الله تعالى مادحًا نفسه الكريمة ، وحامدا لها على خلقه السموات والأرض قرارًا لعباده ، وجعل{[10560]} الظلمات والنور منفعة لعباده في ليلهم ونهارهم ، فجمع لفظ " الظلمات " ووحَّد لفظ{[10561]} النور " ؛ لكونه أشرف ، كما قال { عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ } [ النحل : 48 ] ، وكما قال{[10562]} في آخر هذه السورة { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } [ الأنعام : 153 ] .
وقوله : { ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } أي : ومع هذا كله كفر به بعض عباده ، وجعلوا معه شريكًا وعدلا واتخذوا له صاحبةً وولدًا ، تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.