تفسير الأعقم - الأعقم  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ} (1)

قوله تعالى : { الحمد لله الذي خلق السموات والأرض } قال مقاتل : قال المشركون لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من ربك ؟ قال : " الذي خلق السموات والأرض " فكذبوه فأنزل الله تعالى حامداً لنفسه دالاًّ بصفته على وجوده وتوحيده ، قوله تعالى : { وجعل الظلمات والنور } ، قيل : ظلمة الليل ونور النهار ، وقيل : ظلمة النار ونور الجنة ، وقدَّم الظلمات لأنها خلقت قبل النور ، قال قتادة : خلق الله السموات قبل الأرض ، وقال في الثعلبي عن وهب : أول ما خلق الله مكانا مظلماً ثم خلق جوهرة فأضاءت ذلك المكان ثم نظر إلى الجوهرة نظرة الهيبة فصارت ماء ، فارتفعت بخارها وزبدها فخلق من البخار السماوات ، ومن الزبد الأرضين ، قوله تعالى : { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } يعني بعد هذا البيان يعدلون إلى عبادة الأوثان ، أي يشركون ، يقال عدلت الشيء بالشيء إذا سويت به غيره .