فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَآ أُقۡسِمُ بِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ} (1)

مقدمة السورة:

( 75 ) سورة القيامة مكية

وآياتها أربعون

كلماتها : 199 ؛ حروفها : 529

بسم الله الرحمان الرحيم

{ لا أقسم بيوم القيامة ( 1 ) }

أقسم الله تعالى بيوم القيامة- ولربنا الحكيم أن يحلف بما شاء- و{ لا } صلة لتوكيد القسم ، مثلها في قوله تعالى : { لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله . . . }{[8355]} أي ليعلم ، وجيء ب { لا } لتوكيد العلم . و{ يوم القيامة } يسمى به اليوم الذي تعود فيه الأرواح إلى الأجساد يوم البعث . وربما يطلق على كثير من أحوال الآخرة وأهوالها ومنازلها ، كيوم انتهاء الحياة في هذا الكون ، يوم تنشق السماء ، وتتنثر الكواكب ، وتنسف الجبال ، أو يوم تشقق القبور وينشر الموتى ، أو يوم تساق الخلائق ويجمع الناس ، أو يوم يحشرون للقاء رب العالمين ، أو يوم يحاسبون ويفصل بينهم أحكم الحاكمين ، أو يوم يدخلون دار الجزاء- الجنة للمتقين والنار للغاوين- بل يطلق يوم القيامة ويراد به ما بين الدنيا والآخرة ، فقد نقل عن السلف : من مات فقد قامت قيامته . ويقولون : من دفن فقد قامت قيامته .


[8355]:- سورة الحديد. من الآية 129.