تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأنفال مدنية كلها غير آية واحدة { وإذ يمكر بك الذين كفروا . . . } [ آية30 ] الآية وهي خمس وسبعون آية كوفية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ يسألونك عن الأنفال } ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر : "إن الله وعدني النصر أو الغنيمة ، فمن قتل قتيلا ، أو أسر أسيرا ، فله من عسكرهم كذا وكذا ، إن شاء الله ، ومن جاء برأس ، فله غرة" فلما تواقعوا انهزم المشركون وأتباعهم سرعان الناس ، فجاءوا بسبعين أسيرا ، وقتلوا سبعين رجلا ، فقال أبو اليسر الأنصاري : أعطنا ما وعدتنا من الغنيمة ، وكان قتل رجلين ، وأسر رجلين : العباس بن عبد المطلب ، وأبا عزة ابن عمير بن هشام بن عبد الدار ، وكان معه لواء المشركين يوم بدر ، قال سعد بن عبادة الأنصارين بنى ساعدة ، للنبي صلى الله عليه وسلم : ما منعنا أن نطلب المشركين كما طلب هؤلاء زهادة في الآخرة ، ولا جبنا عن العدو ، ولكن خفنا أن نعرى صفك ، فتعطف عليك خيل المشركين ، أو رجالنهم ، فتصاب بمصيبة ، فإن تعط هؤلاء ما ذكرت لهم ، لم يبق لسائر أصحابك كبير شيء ، فأنزل الله عز وجل : { يسئلونك عن الأنفال } ، يعني النافلة التي وعدتهم ، يعني أبا اليسر ، اسمه كعب بن عمرو الأنصاري ، من بنى سلمة بن جشم ابن مالك ، ومالك بن دخشم الأنصاري من بنى عوف بن الخزرج .

فأنزل الله عز وجل : { قل } لهم يا محمد : { الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } يقول : ليرد بعضكم على بعض الغنيمة ، { وأطيعوا الله ورسوله } في أمر الصلح ، { إن كنتم مؤمنين } [ آية :1 ] ، يعنى مصدقين بالتوحيد ، فأصلحوا .