تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (1)

{ يسألونك عن الأنفال } النفل الغنيمة لأنها من فضل الله تعالى وعطائه ، وهو أن يقول الإِمام في الحرب : " من قتل قتيلاً فله سلبه " أو قال لسريته : " ما أصبتم فهو لكم ويلزم الإمام الوفاء بما وعد منه " وعند الشافعي في أحد قوليه : لا يلزم ، ولقد وقع الاختلاف بين المسلمين في غنائم بدر وقسمتها فسألوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كيف يقسم ولمن الحكم في قسمته أللمهاجرين أم للأنصار أم لهم جميعاً ؟ فنزلت السورة وبيَّن أن أمر ذلك إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليكم فيها كيف شاء ليس لأحد غيره فيها حكم ، " وعن سعد بن أبي وقاص : قُتِل أخي عمير يوم بدر ، فقتلت به سعد بن أبي العاص ، وأخذت سيفه فأعجبني ، فجئت به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقلت : إن الله قد شفى صدري من المشركين فهب لي هذا السيف ، فقال : " ليس هذا لي ولا لك " فطرحتُه وبي ما لا يعلمه إلا الله تعالى من قتل أخي وأخذ سلبي ، فما جاوزت إلاَّ قليلاً حتى جاءني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد نزلت سورة الأنفال فقال لي : " يا سعد إنك سألتني السيف وليس لي وإنه قد صار لي فخذه " وعن عبادة بن الصامت : نزلت فينا يا معشر أهل بدر { قل الأنفال لله والرسول } يعني أنها مختصة بالله ورسوله بأمر الله تعالى بقسمها على ما يقتضيه حكمه بأمر الله تعالى ، وكان في ذلك تقوى الله ، وطاعة رسوله ، واصلاح ذات البين