وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }
يحتمل أن يكون النهي عن السؤال عن أشياء ، عن أسئلة كانت منهم لم تكن لهم حاجة إليها ، فنهوا عن ذلك إلى أن تقع لهم الحاجة . فعند ذلك يسألون . كأنهم سألوه عن البيان والإيضاح قبل أن يحتاجوا إليه .
ألا ترى أنه قال صلى الله عليه وسلم { وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ } الآية ؟
ويحتمل أن يكون خرج النهي عن السؤال ابتداء على غير تقدم سؤال كان منهم . ولكن نهوا عن السؤال عنها . ثم يحتمل بعد هذا أن كان على ابتداء السؤال كان من أهل النفاق ، ؛ يسألون سؤال تعنت لا سؤال استرشاد ؛ يسألون عن آيات بعد ما ظهرت لهم ، وثبتت عندهم الحجج ، وعرفوا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان النهي للمؤمنين فهو ما ذكرنا من سؤال البيان قبل وقوع الحاجة إليه . وقيل نزلت في قوم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم [ عن ] الحج ، فقال رجل : أفي كل عام يا رسول الله ؟ [ فرد عليه رسول الله ] : «لو قلت : نعم صار مفروضا ، فإذا صار مفروضا تركتم ، وإذا تركتم جحدتم ، وإذا جحدتم كفرتم » [ السيوطي في الدر المنثور 3/206 ] . لأن من جحد فرضا مما فرضه الله كفر ، أو كلا من نحو هذا .
ولا يجب أن يفسر هذا أنه كان في كذا ؛ إذ ليس في كتاب الله بيانه سوى أن فيه النهي عن سؤال ما لا يحتاج إليه . وعن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ] قال : لا تسألوا عن أشياء ، قد عفا الله عنها . { إن تبد لكم تسؤكم } إن تظهر لكم إن أمرتم العمل بها ، والله أعلم بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.