صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (1)

مقدمة السورة:

( مدنية ، وآياتها تسع وعشرون ومائة )

و تسمى سورة براءة ، والفاضحة ، لأنها فضحت المنافقين . ولم تكتب في أولها البسملة لعدم أمره صلى الله عليه وسلم بكتابتها ، إذ لم ينزل بها جبريل عليه السلام . والأصل في ذلك التوقيف . وقيل : إنها هي والأنفال سورة واحدة ، ومجموعهما السورة السابعة من السبع الطول .

{ براءة من الله . . } لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، جعل المشركين ، ينقضون العهود التي كانت بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم ، فأمره الله بنبذ عهودهم ، كما قال تعالى : { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء }{[177]} ففعل صلى الله عليه وسلم ما أمر به . أي هذه براءة واصلة من الله ورسوله إلى المشركين ، بسبب خيانتهم بنكث العهود التي كانت بينه وبينهم وأصل البراءة : التباعد والتفصي مما يكره مجاورته . يقال : برئ منه يبرأ براءة ، إذا تخلص منه وتباعد عنه ، ويقال : برئ ، إذا أعذر وأ نذر ، أي هذا إعذار وإنذار إلى الذين عاهدتم من المشركين .


[177]:آية 58 الأنفال