تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التوبة سورة التوبة مدنية اتفاقاً ، أو إلا آيتين في آخرها ، { لقد جاءكم } [ 128 ، 129 ] ، نزلتا بمكة ، وكانت تسمى على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الفاضحة " ع " ، وسورة البحوث لبحثها عن أسرار المنافقين وفضحها لهم ، وسميت في عهده وبعده المبعثرة لما كشفت من السرائر . وتُركت البسملة في أولها ، لأنها مع الأنفال كسورة واحدة الأنفال في العهود وبراءة في رفع العهود ، وكانتا تدعيان القرينتين ، أو البسملة أمان ، وبراءة نزلت برفع الأمان . ونزلت سنة تسع فأنزلها الرسول صلى الله عليه وسلم مع علي - رضي الله تعالى عنه - وكان أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - صاحب الموسم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يُبلِّغ عني إلا رجل مني " ، أو أنفذه بعشر آيات من أولها ، أو بتسع تقرأ في الموسم ، فقرأها علي - رضي الله تعالى عنه - يوم النحر على جمرة العقبة .

{ براءة من الله ورسوله } انقطاع للعصمة منهما ، أو انقضاء عهدهما .