الجمهور على أنها مكية . وعن الضحاك : مدنية . وعن بعضهم : مكية إلا ثلاث آيات {[1]} : { والذين لا يدعون } إلى { رحيما } .
قال المهايمي : سميت بالفرقان لاشتمالها على أنه ظهر كثرة خيرات الحق بالفرقان ، الذي هو التمييز بين الحق والباطل . والأظهر أنه لذكره فيها بمعانيه الآتية المتسع لها اللفظ لا خصوص ما ذكره ، وآياتها سبع وسبعون .
{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } .
يحمد تعالى نفسه الكريمة ويثني عليها ، لما أنزله من الفرقان ، كما قال {[5881]} : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات } الآية .
قال الزمخشري : ( البركة ) كثرة الخير وزيادته . ومنها ( تبارك الله ) وفيه معنيان : تزايد عن كل شيء وتعالى عنه ، في صفاته وأفعاله . و { الفرقان } مصدر فرق بين الشيئين ، إذا فصل بينهما . وسمي به القرآن لفصله بين الحق والباطل . أو لأنه لم ينزل جملة واحدة ، ولكن مفروقا مفصلا بعضه عن بعض في الإنزال .
ألا ترى إلى قوله {[5882]} : { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا } انتهى .
قال الناصر : والأظهر ها هنا هو المعنى الثاني . لأن في أثناء السورة بعد آيات {[5883]} : { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة } قال الله تعالى : { كذلك } أي أنزلناه مفرقا كذلك { لنثبت به فؤادك } فيكون وصفه بالفرقان في أول السورة – والله أعلم - . كالمقدمة والتوطئة لما يأتي بعد . انتهى .
قال أبو السعود : وإيراده عليه الصلاة والسلام بذلك العنوان ، لتشريفه والإيذان بكونه في أقصى مراتب العبودية ، والتنبيه على أن الرسول لا يكون إلا عبدا للمرسل ؛ ردا على النصارى ، والكناية في { ليكون } للعبد أو للفرقان . و ( النذير ) صفة بمعنى منذر ، أو مصدر بمعنى الإنذار ، كالنكر مبالغة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.