الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (1)

مقدمة السورة:

مدنية ، وهي خمسة آلاف وسبعمائة وتسعون حرفاً ، وألف ومائتان وثمانون كلمة ، وثلاث وسبعون آية .

أخبرني محمد بن القاسم بن أحمد بقراءتي عليه قال : حدّثنا عبدالله بن أحمد بن جعفر قال : أخبرني أبو عمرو الحميري وعمرو بن عبدالله البصري قالا : قال محمد بن عبد الوهاب العبدي ، عن أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن سلام بن سليم ، عن هارون بن كثير ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ( أبي أُمامة ) عن أُبَي بن كعب قال : قال رسول الله صلّى الله عليه : ( من قرأ سورة الأحزاب وعلَّمها أهله وما ملكت يمينه أُعطي الأمان من عذاب القبر ) .

قوله عزّ وجلّ : { يَأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ } الآية نزلت في أبي سفيان بن حرب ، وعكرمة بن أبي جهل ، وأبي الاعور عمرو بن [ أبي ] سفيان السلمي ، وذلك أنّهم قدموا المدينة فنزلوا على عبدالله بن أُبي رأس المنافقين بعد قتال أحُد ، وقد أعطاهم النبيّ صلّى الله عليه الأمان على أنْ يُكلّموه ، فقام معهم عبدالله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق ، فقال للنبيّ صلى الله عليه وسلم وعنده عمر ابن الخطّاب : ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزّى ومنات وقل : إنّ لها شفاعة ومنفعة لمن عَبَدَها وندعك وربّك ، فشقّ على النبي صلّى الله عليه قولهم ، فقال عمر بن الخطّاب : ائذن لنا يارسول الله في قتلهم ، فقال النبي ( عليه السلام ) : " إنّي قد أعطيتهم الأمان " ، فقال عمر بن الخطّاب : اخرجوا في لعنة الله وغضبه ، فأمر النبيّ صلّى الله عليه عمر أنْ يُخرجهم من المدينة فأنزل الله عزّ وجلّ { يَأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ] } .

{ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ } من أهل مكّة يعني أبا سفيان وأبا الأعور وعكرمة { وَالْمُنَافِقِينَ } عبد الله بن أُبي وعبد الله بن سعد وطعمة بن أبيرق .

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }