الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة إبراهيم

مكية وآياتها 52

هذه السورة مكية إلا آيتين ، وهما قوله عز وجل { ألم ترى إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا إلى آخر الآيتين ذكره مكي والنقاش .

قوله عزَّ وجلَّ : { الر كِتَابٌ أنزلناه إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ الناس مِنَ الظلمات إِلَى النور } [ إبراهيم : 1 ] .

قال القاضِي ابنُ الطَّيب ، وأبو المعالي وغيرهما : إِن الإِنزال لم يتعلَّق بالكلامِ القَدِيمِ الذي هو صفةُ الذاتِ ، لكَنْ بالمعاني التي أفْهَمَهَا اللَّهُ تعالَى جِبْرِيلِ عليه السلام من الكَلاَم .

وقوله : { لِتُخْرِجَ الناس مِنَ الظلمات إِلَى النور } : في هذه اللفظةِ تشريفٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وعَمَّ الناس إِذ هو مبعوثٌ إِلى جميعِ الخَلْق ،