الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{طه} (1)

مقدمة السورة:

سورة طه

مكية وآياتها 135

بسم الله الرحمان الرحيم

قولُه سبحانه وتعالَى : { طه * مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ القرآن لتشقى } [ طه : 1 و2 ] . قيل : ( طه ) : اسْمٌ من أَسْمَاءِ نَبِيِّنَا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم وقِيلَ : معناه : يا رَجُلُ بالسُّرْيَانِيّة ، وقِيلَ : بغيرها مِنْ لُغَاتِ العَجَمِ ، قال البخاريُّ : قال ابن جُبَيْرٍ : { طه } : يا رجلُ ، بالنَّبطِيَّة . انتهى .

وقيل : إنها لغةٌ يَمَانِيةٌ في «عَكَّ » وأَنشد الطبريُّ في ذلك : [ الطويل ]

دَعَوْتُ ب«طَه » فِي الْقِتَالِ فَلَمْ يُجِب *** فَخِفْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُوَائِلاَ

وقال آخرُ : [ البسيط ]

إنَّ السَّفَاهَةِ طه مِنْ خَلاَئِقِكُم *** لاَ بَارَكَ اللّهُ فِي الْقَوْمِ المَلاَعِينِ

وقالت فِرْقَةٌ من العُلَمَاءِ : سَبَبُ نزولِ هذه الآية إن قريشاً لما نظرت إلى عيش النبي صلى الله عليه وسلم وشَظَفِه وكَثْرة عِبَادَته قالت : إن محمداً مع ربِّه في شقاءٍ فنزلت الآيةُ رادَّةً عليهم وأسند عِيَاضٌ في «الشفا » من طريق أَبِي ذَرٍّ الهروي ، عن الرَّبِيعِ بن أَنَسٍ قال : كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا صَلَّى ، قَامَ عَلَى رِجْلٍ وَرَفَعَ الأخرى ، فأنْزَل اللّه { طه } يعني : طَإ الأَرْضَ يَا محمدُ ،