غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{طه} (1)

مقدمة السورة:

سورة طه مكية حروفها خمسة آلاف ومائتان واثنان وأربعون كلماتها ألف وثلاثمائة وأربعون وآياتها مائة وخمس وثلاثون .

1

التفسير : في { طه } قولان للمفسرين : أحدهما أنه من حروف التهجي وقد سلف البحث في أمثالها ، والذي زادوه ههنا أمور منها : قول الثعلبي : الطاء شجرة طوبى ، والهاء الهاوية وكأنه أقسم بالجنة والنار . ومنها ما روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أن الطاء طهارة أهل الدين والهاء هدايتهم . وقيل : أراد يا طاهراً من الذنوب ويا هادياً إلى علام الغيوب . ومنها قول سعيد بن جبير هو افتتاح باسمه الطيب الطاهر الهادي . قيل : الطاء تسعة في الحساب والهاء خمسة ومعناه : يا أيها البدر . القول الثاني أنها كلمة مفيدة ومعناها يا رجل . مروي عن ابن عباس والحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة والكلبي . ثم قال سعيد بن جبير بلسان القبطية : وقال قتادة بلسان اليونانية والسريانية . وقال عكرمة بلسان الحبشة . وقال الكلبي بلسان عك وهو عك ابن عدنان أخو معد وهو اليوم في اليمن . وعن الحسن أن طه أمر وأصله طأ أمراً بالوطء فقلبت الهمزة هاء وذلك لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه فأمر بأن يطأ الأرض بقدميه معاً ، ويؤكده ما روي أنه صلى الله عليه وسلم بالليل حتى اسمعدّت قدماه - أي تورمتا - فقال له جبرائيل : أرفق على نفسك فإن لها عليك حقاً ونزلت { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى }

/خ36