غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة يونس مكية إلا ثلاث آيات قوله تعالى { فإن كنت في شك } إلى آخرهن حروفها 5567 كلماتها 1832 وآياتها 109 .

1

التفسير : اتفقوا على أن قوله { الر } ليس بآية وعلى أن { طه } آية . ولعل الفرق أن { الر } لا يشاكل مقاطع الآية التي بعده ، عن ابن عباس { آلر } معناه أنا الله أرى . وقيل : لا رب غيري . وقيل : آلر وحم ون اسم الرحمن { تلك } إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات ، والتبعيد للتعظيم ، والكتاب السورة ، والحكيم ذو الحكمة لاشتماله عليها أو وصف بصفة من تكلم به ومنه قولهم للقصيدة حكيمة . وقيل : «فعيل » بمعنى «فاعل » لأنه يحكم بين الحق والباطل ، أو يحكم بأن محمداً صادق لأن القرآن أظهر معجزاته وأبقاها . وقيل : بمعنى مفعول أي حكم فيه بجميع المأمورات والمنهيات وقيل : بمعنى المحكم والإحكام المنع من الفساد وذلك أنه لا يمحوه الماء ولا يحرقه النار ولا يغيره الدهور . ويحتمل أن يقال : الكتاب الحكيم هو القرآن أو اللوح المحفوظ أو التوراة والإنجيل ، لأن جميع الكتب الإلهية متوافقة في الأصول ، ويجوز أن يكون { تلك } إشارة إلى ما تقدم هذه السورة من آيات القرآن . واعلم أنه سبحانه لما ختم السورة المتقدمة بقوله : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } [ التوبة : 127 ] صدر هذه السورة بتعديد بعض الحروف على طريق التحدي ، وذلك أن حروف القرآن من جنس الحروف التي يتلفظون بها فلولا أنه معجز لعارضوه وناقضوه .

/خ10