تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة النساء مدنية إلا آية { إن الله يأمركم أن تؤدوا } [ 58 ] فإنها نزلت بمكة لما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأخذ مفاتيح الكعبة من عثمان بن طلحة فيسلمها إلى العباس .

{ نفس واحدة } آدم عليه الصلاة والسلام . { زوجها } حواء ، خلقت من ضلعه الأيسر ، ولذا قيل للمرأة : ' ضلع أعوج ' ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لما نزلت : ' خلقت المرأة من الرجل فهمها الرجل ، وخلق الرجل من التراب فهمه في التراب ' . { تساءلون به والأرحام } كقوله : أسألك بالله وبالرحم ، [ أو ] والأرحام صلوها ولا تقطعوها ، أخبر أنه خلقهم من نفس واحدة ليتواصلوا ويعلموا أنهم إخوة . { رقيبا } حفيظاً ، أو عليماً .