تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة النحل مكية كلها ، غير قوله تعالى : { وإن عاقبتم . . . } [ آية :126-128 ] إلى آخر السورة .

وقوله تعالى : { ثم إن ربك للذين هاجروا . . . } [ آية :110 ] الآية .

وقوله تعالى : { من كفر بالله من بعد إيمانه . . . } [ الآية :106 ] الآية .

وقوله تعالى : { والذين هاجروا . . . } [ آية :41 ] الآية .

وقوله تعالى : { وضرب الله مثلا قرية . . . } [ الآية :112 ] الآية .

فإن هذه الآيات مدنيات ، وهي مائة وثمان وعشرون آية كوفية .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ أتى أمر الله } ، وذلك أن كفار مكة لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم الساعة ، فخوفهم بها أنها كائنة ، فقالوا : متى تكون ؟ تكذيبا بها ، فأنزل الله عز وجل : يا عبادي ، { أتى أمر الله } { فلا تستعجلوه } ، أي فلا تستعجلوا وعيدي ، أنزل الله عز وجل أيضا في قولهم : حم عسق : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } [ الشورى :18 ] ، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل ، عليه السلام : { أتى أمر الله } ، وثب قائما ، وكان جالسا ، مخافة الساعة ، فقال جبريل ، عليه السلام : { فلا تستعجلوه } ، فاطمأن النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، ثم قال : { سبحانه } ، نزه الرب تعالى نفسه عن شرك أهل مكة ، ثم عظم نفسه جل جلاله ، فقال : { وتعالى } ، يعنى وارتفع ، { عما يشركون } [ آية :1 ] .