قال الحسن ، وعطاء ، وعكرمة ، وجابر : هي كلها مكية .
وقال ابن عباس : إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة بعد حمزة وهي قوله : { ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً } إلى قوله : { بأحسن ما كانوا يعملون } وقيل : إلا ثلاث آيات { وإن عاقبتم } الآية نزلت في المدينة في شأن التمثيل بحمزة وقتلى أحد ، وقوله : { واصبر وما صبرك إلا بالله } وقوله : { ثم إن ربك للذين هاجروا } وقيل : من أولها إلى قوله : { يشركون } مدني وما سواه مكي .
وعن ابن عباس المراد بالأمر : نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وظهوره على الكفار .
وقال الزمخشري : كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة ، أو نزول العذاب بهم يوم بدر استهزاء وتكذيباً بالوعد انتهى .
وهذا الثاني قاله ابن جريج قال : الأمر هنا ما وعد الله نبيه من النصر وظفره بأعدائه ، وانتقامه منهم بالقتل والسبي ونهب الأموال ، والاستيلاء على منازلهم وديارهم .
وقال الضحاك : الأمر هنا مصدر أمر ، والمراد به : فرائضه وأحكامه .
قيل : وهذا فيه بعد ، لأنه لم ينقل أنّ أحداً من الصحابة استعجل فرائض من قبل أن تفرض عليهم .
وقال الحسن وابن جريج أيضاً : الأمر عقاب الله لمن أقام على الشرك ، وتكذيب الرسول ، واستعجال العذاب منقول عن كثير من كفار قريش وغيرهم .
وقريب من هذا القول قول الزجاج : هو ما وعدهم به من المجازاة على كفرهم .
وقيل : الأمر بعض أشراط الساعة .
وأتى قيل : باق على معناه من المضي ، والمعنى : أقي أمر الله وعداً فلا تستعجلوه وقوعاً .
وقيل : أتى أمر الله ، أتت مبادئه وأماراته .
وقيل : عبر بالماضي عن المضارع لقرب وقوعه وتحققه ، وفي ذلك وعيد للكفار .
وقرأ الجمهور : تستعجلوه بالتاء على الخطاب ، وهو خطاب للمؤمنين أو خطاب للكفار على معنى : قل لهم فلا تستعجلوه .
وقال تعالى : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } وقرأ ابن جبير : بالياء نهياً للكفار ، والظاهر عود الضمير في فلا تستعجلوه على الأمر لأنه هو المحدث عنه .
وقيل : يعود على الله أي : فلا تستعجلوا الله بالعذاب ، أو بإتيان يوم القيامة كقوله : { ويستعجلونك بالعذاب } وقرأ حمزة والكسائي : تشركون بتاء الخطاب ، وباقي السبعة والأعرج وأبوه جعفر ، وابن وضاح ، وأبو رجاء ، والحسن .
وقرأ عيسى : الأولى بالتاء من فوق ، والثانية بالياء والتاء من فوق معاً ؛ الأعمش ، وأبو العالية ، وطلحة ، وأبو عبد الرحمن ، وابن وثاب ، والجحدري ، وما يحتمل أن تكون بمعنى الذي ومصدرية .
وأفضل قراءته عما يشركون باستعجالهم ، لأن استعجالهم استهزاء وتكذيب ، وذلك من الشرك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.