السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{الٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية إلا عشر آيات من أوّلها إلى قوله تعالى { وليعلمنّ المنافقين } .

قال الحسن : فإنها مدنية وهي سبع وستون آية ، وألف وتسعمائة وإحدى وثمانون كلمة ، وأربعة آلاف وخمسمائة وخمسة وتسعون حرفاً .

{ بسم الله } الذي أحاط بجميع القوة فأعز جنده { الرحمان } الذي شمل جميع العباد بنعمه { الرحيم } بجميع خلقه .

وقوله تعالى : { ألم } سبق القول فيه في أوّل البقرة ، ووقوع الاستفهام بعده دليل على استقلاله بنفسه فيكون اسماً للسورة ، أو للقرآن ، أو لله ، أو أنه سرا استأثر بعلمه الله تعالى ، أو استقلالِه بما يضمر معه بتقديره مبتدأ أو خبراً وغيره مما مرّ أوّل سورة البقرة ، وقيل في ألم أشار بالألف الدال على القائم إلا على المحيط ، ولام الوصلة وميم التمام بطريق الرمز إلى أنه تعالى أرسل جبريل إلى محمد عليهما الصلاة والسلام .