السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية كلها ، مائة وإحدى عشرة آية وعدد كلماتها ألف وتسعمائة وست وتسعون كلمة وعدد حروفها سبعة آلاف ومائة وستة وسبعون حرفاً .

{ بسم الله } الذي وسع كل شيء قدرة وعلماً { الرحمن } لجميع خلقه المبين لهم طريق الهدى { الرحيم } الذي خص حزبه بالإبعاد عن مواطن الردى .

وقوله تعالى :

{ الر } تقدّم الكلام على أوائل السور أوّل سورة البقرة ، وقرأ ورش بالإمالة بين بين ، وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي بالإمالة محضة ، والباقون بالفتح ، واختلف في سبب نزول هذه السورة فعن سعيد بن جبير أنه قال : لما أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يتلوه على قومه فقالوا : يا رسول الله لو قصصت علينا ، فنزلت هذه السورة ، فتلاها عليهم فقالوا : يا رسول الله لو حدثتنا فنزل { الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني } [ الزمر ، 23 ] فقالوا : لو ذكرتنا فنزل : { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } [ الحديد 16 ] ، وعن ابن عباس أنه قال : سألت اليهود النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : حدّثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف ، فنزلت هذه السورة ، وقوله تعالى : { تلك } إشارة إلى آيات هذه السورة ، أي : تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة المسماة بالر هي { آيات الكتاب } ، أي : القرآن { المبين } ، أي : المبين فيه الهدى والرشد والحلال والحرام المظهر للحق من الباطل الذي ثبت فيه قصص الأوّلين والآخرين ، وشرحت فيه أحوال المتقدّمين .