النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ أُحِلَّتۡ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلۡأَنۡعَٰمِ إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ غَيۡرَ مُحِلِّي ٱلصَّيۡدِ وَأَنتُمۡ حُرُمٌۗ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ مَا يُرِيدُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المائدة سورة مدنية .

قوله تعالى : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ } فيها خمسة أقاويل :

أحدها : أنها عهود الله ، التي أخذ بها الإِيمان{[764]} ، على عباده فيما أحله لهم ، وحرمه عليهم ، وهذا قول ابن عباس .

والثاني : أنها العهود التي أخذها الله تعالى على أهل الكتاب أن يعملوا بما في التوراة ، والإِنجيل من تصديق محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول ابن جريج .

والثالث : أنها عهود الجاهلية وهي الحلف الذي كان بينهم ، وهذا قول قتادة .

والرابع : عهود الدين كلها ، وهذا قول الحسن .

والخامس : أنها العقود التي يتعاقدها الناس بينهم من بيع ، أو نكاح ، أو يعقدها المرء على نفسه من نذر ، أو يمين ، وهذا قول ابن زيد .

{ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ } فيها ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها الأنعام كلها ، وهي الإِبل والبقر والغنم ، وهذا قول قتادة ، والسدي .

والثاني : أنها أجنة الأنعام التي توجد ميتة في بطون أمهاتها ، إذا نحرت أو ذبحت ، وهذا قول ابن عباس ، وابن عمر .

والثالث : أن بهيمة الأنعام وحشيها كالظباء وبقر الوحش ، ولا يدخل فيها الحافر ، لأنه مأخوذ من نعمة الوطء{[765]} .


[764]:-سقط من ك.
[765]:- هكذا في الأصول فليتأمل، ولعل في العبارة اختصارا، والمراد "لأن اسم الأنعام مأخوذ من نعومة الوطء" ويؤيده تعليل تسميتها عند القرطبي بلين المشي (6/34).