جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ أُحِلَّتۡ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلۡأَنۡعَٰمِ إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ غَيۡرَ مُحِلِّي ٱلصَّيۡدِ وَأَنتُمۡ حُرُمٌۗ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ مَا يُرِيدُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المائدة

وهي مائة وعشرون آية وستة عشر ركوعا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ يا أيها الذين آمنوا أوفوا{[1187]} بالعقود } أي : العهود وهو ما حد في القرآن كله { أُحلّت لكم{[1188]} بهيمة الأنعام } تفصيل للعقود والإضافة بيانية وهي الإبل والبقر والغنم وألحق بها الظباء وبقر الوحش { إلا ما يُتلى عليكم } تحريمه أو إلا محرم ما يتلى عليكم وهو قوله : ( حرمت عليكم الميتة ) ( المائدة : 3 ) { غير محلّي الصيد } حال من ضمير{[1189]} لكم أو من ضمير أوفوا { وأنتم حُرم } حال من ضمير محلي يعني أحلت لكم جميع الأنعام إنسيًّا ووحشيًّا وإحلالها عن عمومها مختص بحال كونكم غير محلين للصيد في الإحرام إذ معه تحريم البعض وهو الوحشي أو الأول : حال من الفاعل الحقيقي المتروك لأحلت ، والثاني : حال من ضمير لكم المقدر أي : أحللنا حال كوننا غير محلين للصيد لكم في حال إحرامكم { إن الله يحكم ما يريد } : من تحليل وتحريم .


[1187]:الوفاء والإيفاء هو القيام بمقتضى العهد/12 وجيز.
[1188]:نقله البغوي عن الحسن وقتادة ثم قال: وروى أبو ظبيان عن ابن عباس قال: بهيمة الأنعام هي الأجنة. ومثله عن الشعبي قال: هي الأجنة التي توجد ميتا في بطون أمهاتها إذا ذبحت أو نحرت، ذهب أكثر أهل العلم إلى تحليله، ثم ذكر حديث أبي سعيد وحديث جابر (ذكاة الجنين ذكاة أمه)/12 معالم.
[1189]:عليه كلام الجمهور وذهب إليه الزمخشري وتعقب وأجيب/12 فتح.