التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ} (238)

قوله تعالى{ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين }

قال البخاري : حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال : حدثنا شعبة قال : الوليد بن العيزار أخبرني قال : سمعت أبا عمرو الشيباني يقول : حدثنا صاحب هد الدار-وأشار إلى دار عبد الله-قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل احب إلى الله ؟ قال : " الصلاة على وقتها " . قال : ثم أي ؟ قال : " ثم بر الوالدين " . قال : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " . قال : حدثني بهن ، ولو استزدته لزادني .

( الصحيح-مواقيت الصلاة ، ب فضل الصلاة لوقتها 2/9 ح527 ) ، وأخرجه مسلم في ( صحيحه1/89 ح85 ) .

قال مسلم : حدثنا خلف بن هشام . حدثنا حماد بن زيد . ح قال وحدثني ابو الربيع الزهراني وأبو كامل الحجدري . قالا : حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ؛ قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف انت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها ، أو يميتون الصلاة عن وقتها ؟ " قال : قلت : فما تأمرني ؟ قال : صل الصلاة لوقتها ، فإن أدركتها معهم فصل . فإنها لك نافلة " . ولم يذكر خلف : عن وقتها .

( صحيح مسلم 1/448 ح648-كتاب المساجد-باب كراهية تأخير الصلاة عن وقتها ) .

قال الدارمي : أخبرني عبد الله بن يزيد ، حدثنا سعيد-هو ابن أبي أيوب-قال : حدثني كعب بن علقمة ، عن عيسى بن هلال الصدفي ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الصلاة يوما فقال : " من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة من النار يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا نجاة ولا برهانا ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف " .

( السنن 2/301-302-كتاب الرقاق-باب في المحافظة على الصلاة )وأخرجه احمد في المسند( 2/169 )وابن حبان في صحيحه( الإحسان 4/329 رقم1467 )من طرق عن عبد الله بن يزيد به . وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال : رواه احمد بإسناد جيد . . . وذكره الهيثمي في( المجمع 1/192 )وعزاه لأحمد والطبراني ثم قال : ورجال احمد ثقات . وقال محقق الإحسان : إسناده صحيح .

قال البخاري : حدثنا إسحاق حدثنا روح حدثنا هشام عن محمد ، عن عبيدة ، عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يوم الخندق : " ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس " .

( الصحيح-المغازي ، ب غزوة الخندق 7/405 ح 4111 ) ومسلم في( صحيحه 1/437 ح 628 ) . وقال : حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا هشام ، عن يحيى ، عن ام سلمة ، عن جابر بن عبد الله : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس جعل يسب كفار قريش وقال : يا رسول الله ، ما كدت ان اصلي حتى كادت الشمس ان تغرب . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " والله ما صليتها " . فنزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بطحان ، فتوضأنا لها ، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب .

( الصحيح-المغازي ، ب غزوة الخندق7/405 ح4112 ) .

قال مسلم : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي . أخبرنا يحيى بن آدم . حدثنا الفضيل بن مرزوق ، عن شقيق بن عقبة ، عن البراء بن عازب ؛ قال : نزلت هذه الآية : { حافظوا على الصلوات وصلاة العصر } . فقرأناها ما شاء الله . ثم نسخها الله . فنزلت : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } . فقال رجل كان جالسا عند شقيق له : هي إذن صلاة العصر . فقال البراء : قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله . والله اعلم .

( الصحيح-ك المساجد ومواضع الصلاة ، ب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر 1/438 ح631 ) .

وقال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي . قال : قرأت على مالك ، عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي يونس مولى عائشة ؛ أنه قال : أمرتني عائشة ان اكتب لها مصحفا . وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذني : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى }فلما بلغتها آذنتها . فأملت علي : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين } . قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

( مسلم 1/437-438 ح629-ك المساجد ومواضع الصلاة- ب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ) .

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " .

( البخاري2/37-كتاب مواقيت الصلاة-باب إثم من فاتته العصر ، ح552 )وأخرجه مسلم( 1/435-كتاب المساجد ، باب التغليظ في تفويت صلاة العصر ، ح200 ) .

قال مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى . أخبرنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الحارث بن شبيل ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن زيد بن أرقم ؛ قال : كنا نتكلم في الصلاة . يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة . حتى نزلت : { وقوموا لله قانتين } . فأمرنا بالسكوت ، ونهينا عن الكلام .

( مسلم1/383 ح539-ك المساجد ومواضع الصلاة- ب تحريم الكلام في الصلاة ) ، وأخرجه البخاري( 8/198 ح4534- ك التفسير ، ب{ وقوموا لله قانتين } ) .

قال مسلم : حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح ، وأبو بكر بن أبي شيبة( وتقاربا في لفظ الحديث )قالا : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن حجاج الصواف ، عن يحيى ابن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ؛ قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم . فقلت : يرحمك الله ! فرماني القوم بأبصارهم . فقلت : واثكل أمياه ! ما شأنكم ؟ تنظرون إلي . فجعلوا يضربون بأيديهم على افخادهم . فلما رأيتهم يصمتونني . لكني سكت . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبأي هو وأمي ! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه . فوالله ! ما كرهني ولا ضربني ولا شتمني . قال : " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس . إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " . . .

( مسلم1/381-382 ح537-كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، ب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : { قانتين } : مطيعين .

وينظر آية رقم( 116 ) من السورة نفسها عند قوله تعالى{ كل له قانتين } .