والمراد بالمناسك : أعمال الحج ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : «خذوا عني مناسككم » أي : فإذا فرغتم من أعمال الحجّ ، فاذكروا الله . وقيل : المراد : بالمناسك : الذبائح ، وإنما قال سبحانه : { كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ } لأن العرب كانوا إذا فرغوا من حجهم يقفون عند الجمرة ، فيذكرون مفاخر آبائهم ، ومناقب أسلافهم ، فأمرهم الله بذكره مكان ذلك الذكر ، ويجعلونه ذكراً مثل ذكرهم لآبائهم ، أو أشدّ من ذكرهم لآبائهم . قال الزجاج : إن قوله : { أَوْ أَشَدَّ } في موضع خفض عطفاً على ذكركم ، والمعنى ، أو كأشدّ ذكراً ، ويجوز أن يكون في موضع نصب : أي اذكروه أشدّ ذكراً . وقال في الكشاف : إنه عطف على ما أضيف إليه الذكر في قوله : { كَذِكْرِكُمْ } كما تقول كذكر قريش آباءهم ، أو قوم أشدّ منهم ذكراً .
قوله : { فَمِنَ الناس مَن يَقُولُ } الآية ، لما أرشد سبحانه عباده إلى ذكره ، وكان الدعاء نوعاً من أنواع الذكر جعل من يدعوه منقسماً إلى قسمين : أحدهما : يطلب حظ الدنيا ، ولا يلتفت إلى حظ الآخرة ، والقسم الآخر يطلب الأمرين جميعاً ، ومفعول الفعل ، أعني قوله : { آتنا } محذوف ، أي : ما نريد ، أو ما نطلب ، والواو في قوله : { وما له } واو الحال ، والجملة بعدها حالية . والخَلاق : النصيب ، أي : وما لهذا الداعي في الآخرة من نصيب ؛ لأن همه مقصور على الدنيا لا يريد غيرها ، ولا يطلب سواها . وفي هذا الخبر معنى النهي عن الاقتصار على طلب الدنيا ، والذمّ لمن جعلها غاية رغبته ، ومعظم مقصوده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.