نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَن يَكۡسِبۡ إِثۡمٗا فَإِنَّمَا يَكۡسِبُهُۥ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (111)

ولما ندب إلى التوبة ورغب فيها ، بين أن ضرر إثمه{[22684]} لا يتعدى نفسه ، حثاً على التوبة وتهييجاً إليها لما جبل عليه{[22685]} كل أحد من محبة نفع نفسه ودفع الضر عنها فقال : { ومن يكسب إثماً } أي إثم كان { فإنما يكسبه على نفسه } لأن وباله راجع عليه إذ الله له بالمرصاد ، فهو مجازيه على ذلك لا محالة غير حامل لشيء {[22686]}من إثمه على غيره كما أنه غير حامل لشيء{[22687]} من إثم غيره عليه ، والكسب : فعل{[22688]} ما يجر نفعاً أو يدفع ضراً{[22689]} .

ولما كان هذا لا يكون إلا مع العلم والحكمة قال تعالى : { وكان الله } أي الذي له كمال الإحاطة أزلاً وأبداً { عليماً } أي بالغ العلم بدقيق ذلك وجليله ، فلا يترك شيئاً منه { حكيماً * } فلا يجازيه إلا بمقدار{[22690]} ذنبه ، وإذا أراد شيئاً وضعه في أحكم مواضعه فلا يمكن غيره شيء من نقضه .


[22684]:في ظ: آيه ـ كذا.
[22685]:من ظ ومد، وفي الأصل: إليه.
[22686]:سقط ما بين االرقمين من ظ.
[22687]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[22688]:في ظ: فعال.
[22689]:من ظ ومد، وفي الأصل: ضر.
[22690]:في ظ ومد: مقدار.