{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ } .
{ قُلْنَا } أي تعجيزا لهم ولأصنامهم ، وعناية بمن أرسلناه ، وتصديقا له في إنجاء من آمن به { يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا } أي باردة على إبراهيم ، مع كونك محرقة للحطب { وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ } ، أي ولا تنتهي في البرد إلى حيث يهلكه ، بل كوني غير ضارة . وجوز كون سلاما منصوبا بفعله . والأمر مجاز عن التسخير ؛ كما في قوله : { كونوا قردة } ففيه استعارة بالكناية بتشبيهها بمأمور مطيع ، وتخييلها الأمر والنداء ، ولذا قال أبو مسلم : المعنى أنه سبحانه وتعالى جعل النار بردا وسلاما ، لا أن هناك كلاما ، كقوله : { أن يقول له كن فيكون } أي فيكونه . فإن النار جماد ولا يجوز خطابه . وهو ظاهر .
قال الرازي : لهم في كيفية برودة النار ثلاثة أقوال : أحدها – أن الله تعالى أزال عنها ما فيها من الحر والاحتراق ، وأبقى ما فيها من الإضاءة والإشراق . والله على كل شيء قدير .
وثانيهما – أن الله تعالى خلق في جسم إبراهيم كيفية مانعة من وصول أذى النار إليه . كما فعل بخزنة جهنم في الآخرة . وكما أنه ركب بنية النعامة بحيث لا يضرها ابتلاع الحديدة المحماة ، وبدن السمندل بحيث لا يضره المكث في النار .
وثالثها – أنه سبحانه خلق بينه وبين النار حائلا يمنع من وصول أثر النار إليه .
قال المحققون : والأول أولى لأن ظاهر قوله : { يا نار كوني بردا } أن نفس النار صارت باردة حتى سلم إبراهيم من تأثيرها ، لا أن النار بقيت كما كانت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.