وقوله سبحانه : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء فَتُصْبِحُ الأرض مُخْضَرَّةً إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ * لَّهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض وَإِنَّ الله لَهُوَ الغني الحميد } [ الحج : 63 و64 ] .
قوله : { فَتُصْبِحُ } عبارة عن استعجالها إثر نزول الماء وروي عن عكرمة أنه قال : هذا لا يكونُ إلاَّ «بمكَّة » وتهامة .
قال ( ع ) : ومعنى هذا أنه أخذ قوله : { فَتُصْبِحُ } مقصوداً به صباحُ ليلة المطر ، وذهب إلى أَنَّ ذلك الاخضرار في سائر البلاد يتأخر .
قال ( ع ) : وقد شاهدتُ هذا في السُّوسِ الأقصى ، نزل المطرُ ليلاً بعد قَحْطٍ ، وأصبحت تلك الأرض الرملة التي تسفيها الرياح قد اخضَرَّت بنبات ضعيف دقيق .
( ت ) : وقد شاهدتُ أنا ذلك بصحراء سواكن بالمشرق ، وهي في حكمُ مكةَ إلاَّ أَنَّ البحر قد حال بينهما وذلك أَنَّ التعدية من جده إلى «سواكنَ » مقدار يومين في البحر أو أقلَّ بالريح المعتدلة ، وكان ذلك في أَوَّلِ الخريف ، وأجرى اللّه العادة أَنَّ أَمطارَ تلك البلاد تكونُ بالخريف فقط ، هذا هو الغالب ، ولَمَّا شاهدتُ ذلك تذكرتُ هذه الآية الكريمة ، فسبحان اللّه ما أعظم قدرته . واللطيف : المُحَكَّمُ للأمور برفق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.