وأمْرُهُ بالإِعراض عن المُجَادلة يقتضي أنها إِنَّما كانَتْ في الكَفَرَةِ ، حرصاً على إِسلامهم ، و{ أَمْرُ رَبِّكَ } واحدُ الأمور ، أي : نفذ فيهم قضاؤُهُ سبحانه ، وهذه الآية مقتضيةٌ أنَّ الدعاء إِنما هو أنْ يوفِّق اللَّه الداعِيَ إِلى طَلَب المَقْدور ، فأما الدُّعاء في طَلَبِ غير المقدورِ ، فغير مُجْدٍ ولا نافع .
( ت ) : والكلام في هذه المسألة متَّسعٌ رَحْبٌ ، ومن أحسن ما قيل فيها قولُ الغَزَّالِيِّ في «الإِحياء » : فإِنْ قلْتَ : فما فائدةُ الدُّعاءِ ، والقَضَاءُ لا يُرَدُّ ؟ فالجوابُ : أَنَّ من القضاءِ رَدَّ البلاءِ بالدعاءِ ، فالدعاءُ سَبَبٌ لردِّ البلاء ، واستجلاب الرحمة ؛ كما أن التُّرْسَ سبَبٌ لردِّ السهم ، والماء سبَبٌ لخروجِ النباتِ ، انتهى . وقد أطال في المسألة ، ولولا الإِطالة لأَتَيْتُ بِنُبَذٍ يثلج لها الصِدْرُ ، وخرَّجَ الترمذيُّ في «جامعه » عن أبي خزامة ، واسمه رِفَاعَةُ ، عن أبيه ، قال : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ رقًّى نَسْتَرْقِيهَا ، وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ ، وتُقَاةً نَتَّقِيهَا ، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّه شَيْئاً ؟ قَالَ : «هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ » ، قال أبو عيسَى : هذا حديثٌ حسن ، وفي بعض نُسَخِهِ : حسنٌ صحيحٌ ، انتهى . فليس وراء هذا الكلام من السيِّد المعصوم مرمًى لأَحدٍ ، وتأمَّل جواب الفارُوق لأبِي عُبَيْدة ، حِينَ هَمَّ بالرجوعِ مِنْ أجْلِ الدخول علَى أرْضٍ بها الطاعُونُ ، وهي الشام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.