نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيُعَلِّمُهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ} (48)

فلما{[17120]} أجابها عما شغل قلبها من العجب فتفرغ{[17121]} الفهم{[17122]} أخذ في إكمال المقال بقوله عطفاً علي { ويكلم الناس } بالياء كما قبله في قراءة نافع وعاصم ، وبالنون في قراءة الباقين نظراً إلى العظمة إظهاراً لعظمة العلم : { ويعلمه{[17123]} } أو{[17124]} يكون مستأنفاً فيعطف على ما{[17125]} تقديره : فنخلقه{[17126]} كذلك{[17127]} ونعلمه { الكتاب } أي الكتابة{[17128]} أو جنس الكتاب فيشمل ذلك معرفة الكتاب وحفظه وفهمه{[17129]} وغير ذلك من أمره { والحكمة } أي العلوم{[17130]} الإلهية لتفيده{[17131]} تهذيب الأخلاق فيفيض عليه{[17132]} قول الحق وفعله على أحكم الوجوه بحيث{[17133]} لا يقدر أحد على نقض{[17134]} شيء مما يبرمه .

ولما وصفه بالعلوم النظرية والعملية{[17135]} فصار متأهلاً لأسرار الكتب الإلهية قال : { والتوراة } أي التي تعرفينها { والإنجيل * } بإنزاله عليه تالياً لهما ، وتأخيره في الذكريفيد تعظيمه بأن ما قبله مقدمات لتلقيه ، ولا يصح عطفه على : فيكون ، لأنه في حيز الشرط فيقتضي اتصاف كل{[17136]} مقضي{[17137]} بهذه الأوصاف كلها .


[17120]:ي ظ: ولما.
[17121]:ي ظ: فيفرغ، وفي مد: فنفرغ ـ كذا.
[17122]:ن ظ، وفي الأصل: للفهم، ولا يتضح في مد.
[17123]:بصيغة الغائب عطفا على "يبشرك" أو على "يخلق" أو على "يكلم" وفي الأصول: نعلمه ـ كذا بالنون وهو يقتضي الاستئناف الآتي بيانه؛ قرأ أهل المدينة وعاصم ويعقوب وسهل "ويعلمه" بالياء، والباقون بالنون ـ راجع روح المعاني.
[17124]:ي ظ: "و".
[17125]:يد من مد وظ.
[17126]:ي الأصل: فيخلقه، وفي ظ ومد: فتخلقه.
[17127]:ي ظ: لذلك.
[17128]:ن مد، وفي الأصل وظ: الكتاب.
[17129]:ن ظ ومد، وفي الأصل: فيه.
[17130]:ن ظ ومد، وفي الأصل: بالعلوم.
[17131]:ي ظ: متحمر.
[17132]:ي ظ: متضيا.
[17133]:ي ظ: وهل بصورة.
[17134]:في ظ: وهل بصورة.
[17135]:ي ظ: المتهياة، وفي الأصل: الهياة.
[17136]:ي ظ: يراه.
[17137]:لعبارة من "وهي الصورة" إلى هنا سقطت من مد.