قوله : " فَمَاذَا تَأْمُرُونَ " قد تقدَّم الكلامُ على " ماذا " ، والجمهور على " تَأمُرُونَ " بفتح النُّونِ ، وروى كردم{[16655]} عن نافعٍ كسرها ، وعلى كلتا القراءتين يجوز أن تكون " ماذا " كلمة اسماً واحداً في محلِّ نصب على أنَّهُ مفعولٌ ثانٍ ل " تَأمُرُون " بعد حذف الياء ، ويكون المفعول الأوَّلُ ل " تَأمُرُونَ " محذوفاً ، وهو ياء المتكلم والتقديرُ : بأي شْيءٍ تأمرونني .
وعلى قراءة نافع لا تَقُول إنَّ المفعول الأوَّلَ محذوف ، بل هو في قوَّةِ المَنْطُوق به ؛ لأنَّ الكسرة دالة عليه ، فهذا الحَذْفُ غير الحذف في قراءة الجماعة .
ويجوزُ أن تكون " ما " استفهاماً في محل رفع بالابتداء ، و " ذا " موصول ، وصلته " تأمرون " ، والعائد محذوف ، والمفعول الأول أيضا محذوف على قراءة الجماعة ، وتقدير العائد منصوب المحل غير معدى إليه بالباء فتقديرُهُ : فما الذي تأمرونيه .
وقدّره ابن عطية " تَأمُرُونِي بِهِ " ، وردَّ عليه أبُو حيَّان بأنَّهُ يلزم من ذلك حذف العائد المجرور بحرف لم يجر الموصول بمثله ، ثم اعتذر عنه بأنَّه أراد التقدير الأصلي ، ثم اتّسع فيه بأن حذف الحرف ، فاتّصل الضَّميرُ بالفعل . وهذه الجملة هل هي من كلام المَلأ ، ويكونُون قد خاطبوا فِرعَوْنَ بذلك وحده تعظيماً له كما يُخاطب الملوك بصِيغَةِ الجمع ، أو يكونون قالوه له ولأصحابه أو يكون من كلام فرعون على إضمار قول أي : فقال لهم فرعون فماذا تَأمُرون ويكون كلام الملأ قد تم عند قوله : { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ } ويؤكد كونها من كلام فرعون قوله تعالى : { قالوا أَرْجِهْ } .
وهل " تَأمُرُونَ " من الأمر المعهود أو من الأمر الذي بمعنى المشاورة ؟ والثاني منقول عن ابن عباس{[16656]} .
وقال الزمخشريُّ : " هو من أمَرْتُه فأمرني بكذا أي : شاورته فأشار عليَّ برأي " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.